إن من الناس من لا يسمحون لخاطب ابنتهم بالنظر إليها، وهذا غلو ليس من الدين في شيء، إن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال لمن خطب من الصحابة: " هل نظرت إليها؟"، قال: لا، قال: "فأذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ".
هنا أباح الإسلام النظر لأنه يهدف إلي مشروع صالح، وهو قيام أسرة مسلمة لعلها تكون بداية لمحبة زوجية، فإن العين رسول القلب، لهذا أمره " انظر إليها ".
فنظر الخاطب إلي المخطوبة، وبالعكس جائز شرعاً، بل هو مندوب، لكن بشرط أن يكون بنية " الخطبة " والأحاديث في ذلك كثيرة.
والأحسن أن ينظر الخاطب إلي المخطوبة قبل " الخطبة " ولا يشترط رضاها أو علمها بالنظر إليها، بل له أن ينظر إليها من دون علمها، وعلي غفلة منها وهو الأفضل، فإن لم يرغب فيها أعرض عنها من غير إيذاء.
وبإمكان الخاطب أن يبعث أمه أو أخته لاستكشاف بعض الجوانب الأخرى التي لا يستطيع شرعاً وعرفاً الاطلاع عليها قبل الزواج.
نحن للأسف دائماً نقع بين الإفراط والتفريط، فإما أناس لا يسمحون للخاطب بأن يري مخطوبته إلا ليلة الزفاف، وإما أناس تركوا الحبل على الغارب، وأطلقوا العنان للشاب والشابة يذهبان معاً إلي النزهات أو السينما قبل عقد الزواج، وهذا لا يجوز، لا يجوز أن يختلي الشاب بالشابة قبل أن يكون عقد بينهما.
يوسف القرضاوي