الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبعاد الحسد على العمل الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوأنس




عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

أبعاد الحسد على العمل الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: أبعاد الحسد على العمل الإسلامي   أبعاد الحسد على العمل الإسلامي I_icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2010 1:03 am



يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( سيصيب أمتي داء الأمم، فقالوا: يا رسول الله! وما داء الأمم ؟ قال: الأشر، والبطر، والتكاثر، والتناجش في الدنيا، والتباغض، والتحاسد، حتى يكون البغي ) (1)

مع اتساع رقعة الدعوة ودعاة الخير، وتنوع الأساليب والطرق، وبروز أهل الفضل والعلم، نجد بأن آفة الحسد تدب بين بعض دعاة الخير، فيتعطل بذلك المنتج الدعوي، وتثار الضغائن والأحقاد، وتفسد النيات، وليس بجديد هذا الأمر، فنجد بأن الحسد يفعل فعلته بين الخلق؛ لأنه غريزة في النفس البشرية، ومن السهل إبطال كيده ومواجهته، فأول من حُسد هو آدم عليه السلام، حيث حسده الشيطان عندما أمره ربه عز وجل بالسجود لآدم فأبى ذلك.

إن ما سطرته من أبعاد لهذه الآفة هي تأملات متأنية قاصرة للمخرجات التي تسببها هذه الآفة على العمل الإسلامي.. ومن الأبعاد:

الوقوع في الحرام !

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحاسدوا ،ولا تجسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا ثم قال: وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره، ولا يخذلهُ، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)( 2).

قال الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله تعالى – في قوله :" لا تحاسدوا " أي لا يحسد بعضكم بعضاً، والحسد: أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره هذا الحسد، ومثاله أن تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بالمال، أو البنين، أو بالزوجة، أو بالعلم أو بالعبادة، أو بغير ذلك من النعم سواء تمنيت أن تزول أو لم تتمن.

وإن كان بعض العلماء يقول: إن الحسد أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره، ولكن هذا أخبثه وأشده، وإلا فمجرد كراهة الإنسان أن ينعم الله على الشخص فهو حسد، والحسد من خصال اليهود، فمن حسد فهو متشبه بهم والعياذ بالله، قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة:109] وقال تعالى فيهم: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء:54]، ولا فرق بين أن تكره ما أنعم الله على الغير ليعود هذا الشيء إليك، أو ليرتفع عن أخيك وإن لم يعد إليك.. (3)

الفرقة والتناحر!

عندما يدبُّ الحسد بين الدعاة في العمل الإسلامي، تبدأ شرارة الكراهية والبغض والضغينة، ويحمى الوطيس حينما ينتقل ذلك إلى الأتباع، بسبب أن الدعوة أصبحت إلى الذات أو الجماعة، وعندما نتأمل في واقع الدعاة اليوم نجد أن هناك شيوعا في تصنيف بعضهم البعض، حيث يمتزج ذلك بالتحذير والبغضاء سواء كان ذلك على مستوى الأفراد، أو على مستوى الجماعات، أو كذلك على مستوى الإعلام وخصوصا الإعلام المرئي، وهذا يجفف منابع الخير، ويشتت أذهان الناس، ويلبس على الدعاة أنفسهم ..

قال تعالى{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} إننا مطالبون جميعا بمعرفة الحق والدعوة إليه، ومطالبون بحفظ ماء وجه الدعوة بفقه التعامل مع المخالفين، وضرورة حفظ الإعراض، ونبذ الحسد الذي يدعو إلى الفرقة والتناحر ..

إن داء الحسد يجر كثيرا من الويلات على العمل الإسلامي، وهذه قصة تبين ذلك، قال الإمام الذهبي: كثر أصحاب الإمام البربهاري، فعطس فشمته أصحابه، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة فأخبر بالحال، فاستهولها، ثم لم تزل المبتدعة توحش قلبه حتى نودي في بغداد: لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري، فاختفى.

اتباع الهوى على الحق!

الحسد مانع عن الحق وصاد عن تلقيه، فما منع أهل الكفر عن قبول دعوة الحق إلا أن قالوا: {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [الأنعام:53] {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف:31] إن الحسد إذا دبَّ في نفس الداعية تجاه الآخر، فإن ذلك يعمي بصيرته من اتباع الحق حال مخالفته له، ولذلك هو يرى بأن أي شيء يأمر به وينهى عنه على باطل، وهكذا الحسد يفعل أفاعيله.

الشماتة بالدعاة ومنهجهم!

وهذا يكون بابا سهلا لتشتيت صوت الحق، ومجلبة لفقد مصداقية الناس للدعوة وأهلها، حتى يجد المتربصون فرصة لبث سمومهم وأفكارهم، ولا يحتاج أن أحشد المواقف الصحفية والإعلامية التي تصطاد المواقف التي تحصل بين أهل الدعوة!

تنقيص الدعاة لبعضهم البعض!

حينما يدب الحسد بين الدعاة ويظهر أثره على المدعوين، فإنه ينتشر السباب والشتام والتنقيص لبعضهم البعض بطرق غير مباشرة أو بطرق مباشرة، فالحاسد يريد أن يرى المحسود في أقل درجة وأسوأ حالة، لأنه يعتقد أنه بتهجمه وسبّه وتنقيصه لخصمه ينزل قدره ومقداره.

أخيراً: سلامة الصدر جنة الدنيا!

أنس بن مالك -رضي الله عنه- يحدثنا عن موقف فريد في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. يقول: كنا جلوساً مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة!! فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، فقال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاَ غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله: إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق)..

صدور ملأت بالصفاء والنقاء والسلامة، فلا حقد يدنسها، ولا حسد يفسدها، فاللهم سلِّم سلِّم.

وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق، قيل: ما القلب المخموم؟، قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد) رواه بن ماجه وصححه الألباني(4).

وأبو ضمضم ضرب لنا أروع الأمثلة في سلامة الصدر، فكان يقول إذا أصبح: اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل.

قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه) (5)

---------------------------------

عبدالله سعيد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبعاد الحسد على العمل الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: الــــحــــــــــــوار الإســــــــــلامي-
انتقل الى: