الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوأنس




عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح Empty
مُساهمةموضوع: إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح   إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح I_icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2010 11:16 pm

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

يستغرب كثير من الناس حينما أطرح لهم مقولة الإمام ابن حزم - رحمه الله تعالى -ما انتهى إليه في تجاربه في الحياة وتوصل بها إلى قناعات تامة لا تقبل الشك والريب عنده، كقوله: " إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح" مع أن الجميع يقول: إذا أحسنت فانتظر الإحسان، لأن هذا هو المناسب للحال والمنتظر من الرجال.
وتجرد بعض الكرام يردد في هذا المقام قوله - تعالى -: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) غافلاً أن المقصود بهذه الآية جزاء الله - تعالى -لعباده المؤمنين، ثم هي ترغيب لأهل الإيمان في مقابلة الإحسان بالإحسان.
لكن طبيعة الإنسان الأصلية كما قررها القرآن الكريم هي الجحود وكفران النعمة ونسيان الجميل والتنكر للفضل والإحسان بل مقابلته بالإساءة، إلا من زكى نفسه واعتنى تربيتها على الأخلاق الفاضلة فإن هذا الخلق يَقِلُّ ويختفي ويضعف بحسب تنقية النفس من الشوائب وتحليتها بالإيمان والعمل الصالح.
وأكثر مشاكل الناس وما يحدث بينهم من القطيعة هي بسبب انتظار المكافأة على ما قاموا به تجاه الناس، ويشق عليهم بل قد يصابون بصدمات نفسية إذا اختفت المكافأة فكيف إذا تحولت إلى إساءة؟
وقد ألقيت على مجلس من مجالس أهل الفضل سؤالاً افتراضيا فقلت لهم:
لو أن شخصا اتصل على أخ له وطلب منه أن يشفع لابنه في وظيفة في المدينة التي هو فيها ففعل وقبل ابنه.
ثم طلب منه أن يبحث له عن بيت ويستأجره له، ففعل.
ثم طلب منه أن يساعده في شراء الأثاث له لكون ابنه غريب في البلد فقام معه كما ينبغي.
ثم رغب منه أن يقف مع ابنه ويرغبه في البقاء ويؤنسه، نظرا لعدم وجود أقارب له في تلك البلدة فقام معه بما ينبغي.
ثم إن هذا الرجل الذي خدم صاحبه قدر الله له أن يقبل ابنه في الجامعة التي فيها صاحبه هذا، فطلب منه أن يقف معه في تسجيل ابنه في الجامعة وأن يدله عليها فاعتذر عن ذلك؟
فاستغرب المجلس كلهم من هذا التصرف ووصفوا صاحبه بالخسة واللؤم، وقالوا جميعا ما يمكن أن يحدث هذا من إنسان سوي.
فقلت سبحان الله: كم أحسن هذا الرجل لصاحبه من مرة، فقالوا: خمس مرات متتالية.
فقلت وكم تحسن الأم أو الأب إلى ابنهما من مرة؟
فقالوا: مئات المرات، فقلت سبحان الله!! ومع ذلك يقول الله - تعالى -: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا).
هل يحتاج إلى وصية مع هذا الإحسان العظيم الذي لقيه من والديه!
بل إن الله - تعالى - قال: (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) سبحان الله؟ وهل يقع ذلك! لماذا لم يستنكر هذا الفعل؟ ولماذا لا نراجع أنفسنا مع أكبر من أحسن إلينا؟
أخي الكريم: لنرجع إلى مقولة ابن حزم ولعلنا الآن أقرب إلى فهما وإدراك واقعياتها. إن ابن حزم يريد منك حين عرفت طبيعة الإنسان الأصلية أن لا تصاب بصدمة نفسية، وأن يكون إحسانك مأجورا عليه، فتقصد به وجه الله - تعالى -ولا تريد عليه جزاءا ولا شكورا في هذه الدنيا، فإن أساء إليك من أحسنت إليه فلا تصدم بذلك، وإن لم يسيء فأنت رابح، وإن أحسن فإن ربحك أكثر، وإن كافأك زاد ربحك، وإن زاد في إحسانه تضاعف الربح. مع أنك رابح في مقصدك الأصلي من الإحسان وذاك والله- أعظم الربح.
----------------------------
يحيى ابراهيم اليحيى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إذا أحسنت فانتظر الإساءة تربح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: الــــحــــــــــــوار الإســــــــــلامي-
انتقل الى: