أشد ما أخشاه أن يصيبنا مقت الله وسخطه ونحن غافلون قال الله - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
نتحدث كثيرا عن أخلاق الإسلام الرائعة، وعن رونقها وجمالها، ونحسن عرضها، والتدليل عليها، وضرب الأمثلة والشواهد على ذلك، ونكتب ونحاضر عنها ونعظ ونذكر بها في غالب مجالسنا، ولكن كثيراً من واقعنا العملي بعيد عن ذلك، ننصح ونأنف أن نُنْصَح. نأمر بأن يدفع الناس بالحسنة السيئة، ونحن ندفع بالسيئة الحسنة.
ننتقم ونأمر بالعفو والصفح.
تسيطر على مخيلاتنا الظنون السيئة، وننهى ونزجر بل نغضب إذا سمعنا من يظن الظن السيئ بنا.
نقطع ونأمر بالصلة، نغضب ونطالب بالحلم...ونحو ذلك من الصور
هل فُقِدت القدوة يا معشر الفضلاء.
هل الأسوة في أزمة يا معاشر الكرام، قَلَّ أن نرى من يتمثل الأخلاق الحسنة واقعا عمليا يراه الناس، وليس حديثا مرصعا بالكلمات الجميلة والعبارات المنمقة والأساليب الراقية.
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونكشف عن أوراقنا قبل أن تكشف عنا يوم القيامة.
لقد سمعت عددا ممن يدرس هذه الأخلاقيات، ويكتب فيها، ويأمر بها، ويستدل عليها ويسوق القصص التي تدل على الامتثال بها، وهو من أبعد الناس عنها.
اطلعت على رسائل له مع معارفه وزملائه وبعض أقاربه ممن خالفه فرأيت فيها العار والشنار... يكيل فيها الصاع صاعين كما يقال.
يجادل بالباطل، ويعادي على المخالفة، ويناقش بالأوهام، ويخاصم على الدرهم والدينار، يقطع أرحامه وأقاربه وزملاءه السابقين لانتقادهم إياه أو نصحهم له.
يصعب عليه التنازل عن أرائه وأقواله إذا ناقشه إخوانه ومحبوه.
تزكية النفس بادية في حديثه وخطابه.
الظن السيئ والظن الكاذب هو الذي يسيره ويحدد علاقاته.
لا يتحمل أي كلمة نقد أو نصح أو توجيه.
يتحاشى محبوه والمشفقون عليه انتقاده أو توجيهه وإرشاده، خشية من غضبه ومقاطعته لهم.-----------------------------------
يحيى ابراهيم