الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله أن تكونوا أنتم ومن تحبون على أحسن حال.
ما حدث في غزة كانت مأساة حقيقية ولا أريد أن أحوض في تقويم ما حدث، وهل حصل نصر أولا؟ وهل حقق اليهود أهدافهم أو لا، ولكن أود أن أقول إن علينا بوصفنا أشخاصاً عاديين أن نجعل من مأساة غزة نقطة فاصلة بين تاريخين: تاريخ التقاعس واليأس والإهمال وتاريخ الاهتمام والعطاء والعمل الجاد، وأعتقد أن هذا التغيير يجب أن يتجسد في ثلاثة مجالات أساسية:
1- العمل الخيري والتطوعي، حيث اكتشف العالم الإسلامي أنه يملك الكثير من الرغبة في مساعدة أهل فلسطين والكثير من الغيرة والحمية، لكنه لا يملك إلا أقل القليل من المؤسسات والأطر والبرامج التطوعية، وهذا ليس خاصاً ببلد دون بلد، فنحن المسلمين نتحدث كثيراً عن الخير والخيرية، لكن الأرقام تقول شيئاً مختلفاً عما نتحدث عنه، ولهذا فإننا في حاجة إلى إنشاء مئات المؤسسات الخيرية والتطوعية المنوعة والداعمة لإخواننا في الأرض المباركة.
2- الإعلام كان العملاق الأكبر في الحرب على غزة، وأنا أعتقد أن الإعلام حين وضع غزة تحت سمع العالم وبصره، قد حال دون مضاعفة الكارثة أضعافاً عديدة، ومن هنا فإني أدعو الشباب أن يدخلوا إلى مواقع الإنترنت في أنحاء المعمورة ليتحدثوا عن الوجه القبيح للصهيونية، وليطلعوا العالم على المجازر الرهيبة التي ارتكبوها ضد الأطفال والنساء والأبرياء في غزة، وبالمناسبة فإني أقول لمن يتطلعون إلى المزيد من إنشاء القنوات الفضائية ذات الصبغة الإسلامية: إن برنامجاً واحداً ممتازاً ينتظره الناس انتظاراً أفضل من قناة فضائية ضعيفة ومملة.
إن لدينا أعداداً هائلة من الشباب الذين في إمكانهم جعل القضية الفلسطينية على سطح وعي العالم كله، وإننا ننتظر منهم الكثير الكثير.
3- المجال الحقوقي من المجالات التي ينبغي أن ينشط فيها المحامون والحقوقيون، حيث إن من المهم أن تصدر مذكرات اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المسؤولين الكبار عن شن الحرب على غزة وذلك في كل دولة إسلامية، كما أن من المهم إثارة جرائمهم أمام المحاكم الدولية، حتى يعرف قادة الكيان الصهيوني أن قتل الأبرياء له ثمن شخصي قد يدفعونه من أعمارهم.
إن في إمكاننا أن نفعل الكثير والكثير لكن بشرط أن نعتقد أن ما نملكه من إمكانات هائلة ليس ما نراه الآن ولكن ما سنكتشفه بعد أن نبدأ بالعمل.
-------------------------------
عبدالكريم بكار