إن من أهم عوامل نجاح فن التعامل مع الأطفال والتواصل معهم هو معرفة الخصائص العمرية لهم وبماذا تتميز كل مرحلة عمرية.
وهذه الخصائص العمرية تعطي تفسيراً مناسباً لماذا يتصرف الأطفال بهذه الطريقة التي هم عليها ومن ثم نستطيع أن نفهم مشاعرهم، وهناك عدة عوامل تساعد على فهم مشاعر الأطفال:
أولاً: الإصغاء إليهم و بانتباه:
وهناك فرق بين (الإصغاء) و(الاستماع)..
الإصغاء: أن تصغي إلى طفلك بكل حواسك.
الاستماع: أن تسمع له وأنت تقرأ جريدة مثلاً.
مثال: عندما يلجأ الطفل إليك في أي مشكله تواجهه، بدلاً من نصف الإصغاء يجب أن تعطي الطفل اهتمام وانتباه كامل، ومن ثم تجعل الطفل هو يفكر ويجد الحل المناسب للمشكلة لأنه عند الإصغاء وتحليل ما جرى معه تنحل نصف المشكلة مهما كانت.
ثانياً: إظهار الاعتراف بمشاعرهم مع كلمات ملائمة:
مثل: صحيح، لقد فهمت، نعم، حسناً، وما شابه ذلك؛ لأن هذه الكلمات والإجابات تعطي الطفل دعوة أن يتحرى أفكاره ومشاعره وقد يصل إلى حلول مناسبة بمفرده.
ثالثاً: إعطاء أسماء لمشاعره التي يشعر بها الطفل:
مثل: إذا سقط الطفل أو تألم أو فقد شيئاً بدلاً من أن نقول له أنت كبير لا تبكي هذا لا يؤلم، أو سوف أشتري واحدة بدلاً عنها.
من الضروري أن نعطي ما يشعر به اسماً، حتى يسمع الطفل كلمات تعبر عن ما عاناه وأحس به، ومن ثم فإنه يشعر بالراحة لأن هناك أحد اعترف بتجربته الباطنية.
رابعاً: امنحهم ما يجنح إليه خيالهم مع تمنيات:
عندما يريد الأطفال شيئاً لا يستطيعون الحصول عليه، عادة يشرح لهم الكبار لِمَ لا يستطيعون الحصول عليه بأسلوب تفسير منطقي، و كلما كان الشرح أعمق كلما كان الرفض أعمق.
ولكن بمجرد فهم الطفل ومدى لهفته للحصول على ما يريد، يجعلك تتحمل عدم الحصول عليه بصورة أسهل.
مثلاً: إذا طلب الطفل نوع من البسكويت أو العصير غير موجود حالياً.
بدلاً من منطق الكبار: لا يوجد عندنا بسكويت بالشوكلاته يا حبيبي، عندما يصرخ الطفل، ويبكي طلباً لذلك.
يكون الرد الصحيح كالتالي:
- أعرف أنك تريده.
- يا ليت عندي قوة كبيرة وأجيب لك علبة كبيرة من بسكويت الشوكلاته.
هنا يمكنك أن تعطي الطفل أمنياته خيالاً.
أخيراً:
كثيرا ما نسمع من الطفل عبارات مثل: "أنت لئيمة"، "أنا أكرهك"، "أنا ما أحبك ".
هذه العبارات مزعجة، لذلك أخبر ولدك بذلك بقولك: "أنا لم يرق لي ما سمعته لتوي منك، إذا كنت غاضباً من أمر ما أخبرني بذلك بطريقة ربما أستطيع أن أساعدك".
النصيحة النهائية: هي التحلي بالصبر، لأن الصبر ثمرة من ثمرات الإيمان، وتربية الأولاد جهاد يجدر بالوالدين احتساب الأجر فيه من الله - سبحانه وتعالى -.---------------------------------------
حصة سليمان