الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهوال القيامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوأنس




عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

أهوال القيامة Empty
مُساهمةموضوع: أهوال القيامة   أهوال القيامة I_icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 11:32 pm


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الواحد الذي لا ضد له، وهو الصمد الذي لا منازع له، وهو الغني الذي لا حاجة له، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو جبار السماوات والأرض، فلا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه وأمره.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عرضت عليه الدنيا بأموالها وزخارفها وسلطانها وذهبها وحريرها وملكها، كما قال الشاعر:
عرضت له الدنيا فأعرض زاهداً *** يبغي من الأخرى المكان الأرفعا
ما جر أثواب الحرير ولا مشى *** بالتاج من فوق الجبين مرصعا
وهو الذي لبس السعادة حلة *** فضفاضة لبس القميص مرقعا
وهو الذي لو شاء نالت كفه *** كل الذي فوق البسيطة أجمعا
صلى عليك الله يا علم الهدى، ما هبت النسائم، وما ناحت على الأيك الحمائم.
أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام، مرحباً بكم، وشكر الله - عز وجل - لكم، وأسأل الله- تبارك وتعالى -أن يتقبل مني ومنكم جميعاً صالح الأعمال، وأن يكتب لنا بهذه الخطوات الدرجات، وأن يرفع لنا بها الأجر، إنه - سبحانه وتعالى - كريم جواد حليم.
نتحدث إن شاء الله هذه الليلة عن ثلاثة أسئلة، من أجاب على هذه الأسئلة دخل الجنة، ومن لم يجب عن هذه الأسئلة -وإن كان من العلماء- دخل النار وبئس القرار!
تعالوا بنا لنتعلم سوياً هذه الأسئلة والإجابة عليها؛ لنفوز بإذن الله - جل وعلا - بالجنة.
أولاً: انظر أين تسأل هذه الأسئلة؟ ومن الذي سيسألك؟ وأين ستكون لجنة الامتحان؟ ومن الممتحن؟ ومن الذي سوف يقدر النتيجة؟ يا ترى هل ستجيب بامتياز مع مرتبة الشرف، أم سوف تجيب بدرجة جيد جداً، أم سوف تجيب بدرجة جيد، أم سوف تجيب بدرجة مقبول؟!...
لجنة الامتحان
أولاً: لجنة الامتحان، اللجنة التي سوف تمتحن فيها: هي القبر، ومن سيمتحنك؟ يمتحنك في القبر الملكان: منكر ونكير، ورقة الأسئلة فيها ثلاثة أسئلة:
السؤال الأول: من ربك؟.
السؤال الثاني: من نبيك؟.
السؤال الثالث: ما دينك؟.
ماذا سيقول المؤمن؟ ربي الله حقاً، ومحمد نبيي صدقاً، وديني الإسلام، الجواب سهل جداً في هذا الوقت، كلنا أجبنا، الكل قال: ربي الله، ورسولي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وديني الإسلام، ولكن الأمر هناك ليس سهلاً كما تتخيلون! وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، فاللجنة صعبة جداً، وجو اللجنة مرعب؛ لأنه مكان ضيق ومظلم، ولكنه ضيق على من ضيقه الله عليه، وواسع على من وسعه الله عليه، ومظلم على من أظلمه الله عليه، ومضيء لمن نوره الله عليه، وكي تحس برعب لجنة الامتحان تلك، أطفئ النور في البيت، أو ادخل غرفتك وأطفئ نور البيت كله، وعتم غرفتك تماماً، واترك أولادك في الخارج، أو كن في مكان لوحدك في البيت، ونم على سريرك، وليس على الأرض، وتذكر القبر.
والله العظيم سوف تحس أن الأمر صعب جداً، سوف تحس أن الأمر شديد، كان أحد الصالحين إذا أراد أن يذكر نفسه بالقبر، وبالآخرة، وذلك إذا وجد أن الدنيا قد سيطرت عليه، يسمع الأذان فلا يجيب، ويقول لك: لا، أنا واقف في المحل حقي، والعمل عبادة!، أي عبادة هذه التي منعتك عن السجود والركوع لمن أنعم عليك؟!، المؤذن يقول له: حي على الصلاة، وهو جالس يلعب دمنة في الخارج!، المؤذن يقول له: حي على الصلاة، وهو يقول: لا، إلى أن تنتهي المباراة!، المؤذن يقول له: حي على الصلاة، وهو يقول: لا، العمل ورزق العيال أولى، إنا لله وإنا إليه راجعون!.
تذكر حالك عندما تكون واقفاً على طابور الجمعية، أو على طابور الخبز ثلاث ساعات؛ من أجل أن تحصل على خمسة أرغفة، أتستكثر العشر الدقائق على الله؟!، هذا عجيب! مضيع الوقت كله للدنيا، وعند العشر الدقائق التي هي زمن الصلاة يقول: العمل عبادة، نحن نطلب رزق العيال، من أين آتي لأولادي بالأكل؟! إنا لله وإنا إليه راجعون!، كان أحد الصالحين إذا سيطرت عليه الدنيا قليلاً، وأحب أن يذكر نفسه بالآخرة، حفر لنفسه قبراً في وسط الصالة، بدلاً من أن يضع طاولة السفرة، التي تعمل لنا مشاكل في كل يوم، تجيء الزوجة، وتقول: لو ما كانت طاولة السفرة بثمانية كراسي ما كان هناك زواج، فجاء الرجل الصالح هذا إلى مكان طاولة السفرة، وحفر قبراً وغطاه بخشب، وعندما تسيطر الدنيا على قلبه قليلاً، ينزل إلى القبر، فيغلق القبر على نفسه بهذه الخشبة، ويظل يصرخ ويبكي ويصيح وينادي ويقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) [المؤمنون: 99-100]، حتى إذا ما انقطعت أنفاسه، وغرق في عرقه، دفع الخشبة برجله، وخرج إلى النور والهواء، وبكى وأكثر من البكاء، وقال لنفسه: ها أنتِ يا نفس قد عدتِ وخرجت، فاعملي بما قلتِ، ثم يقول: والله إني لخائف أن تنزلي هذا القبر يوماً، وتنادين: رب ارجعون، فلا يستجاب لكِ.
إذاً: لجنة الامتحان صعبة جداً، تخيل لو أن شخصاً أتى إليك وقال: أنت مطلوب غداً للمحكمة، أتحداك إن تنام تلك الليلة لن تنام أبداً، وسوف تسهر طوال الليل وأنت تفكر، وتقول: ماذا عملت؟ ماذا سيسألني؟ ماذا سأقول له؟ وهذا كله مع أنك سوف تعرض على محكمة سوف يحاسبك فيها إنسان، فكيف سيكون حالك إذا ما عرضت على محكمة أحكم الحاكمين؟!، هذه المحكمة التي لا تقبل الرشوة، ولا المحسوبية، ولا تقبل المحاماة، ولا تقبل الاستئناف للأحكام؛ لأن قاضيها هو الواحد الديان، عنوانها: (لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [سورة غافر:17]، وصدق من قال:
مثل وقوفك يوم العرض عرياناً *** مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
النار تزفر من غيظ ومن حنق *** على العصاة ورب العرش غضبانا
اقرأ كتابك يا عبدي على مهل *** فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا
فلما قرأت ولم تنكر قراءته *** إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتي *** وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
المشركون غداً في النار يلتهبوا *** والموحدون بدار الخلد سكانا
فهذه هي المحكمة، وهذه لجنة الامتحان، إنه جو مرعب، ومكان صعب.
القبر الذي ينادي عليك كل يوم: يا ابن آدم، وأنت في غفلة، القبر الذي ينادي عليك كل لحظة: يا ابن آدم، وأنت في سهو ونسيان، يقول لك: يا ابن آدم، تمشي في جماعة على ظهري، وسوف تقع وحيداً في بطني. يا ابن آدم، تسرح وتمرح وتجري على ظهري، وسوف تبكي في بطني. يا ابن آدم، تأكل أموال اليتامى على ظهري، وسوف يأكلك الدود في بطني، إذا ما ذهبت إلى هذا القبر وأنت محمول على الأعناق.
يا غافل، يا ساهي، يا عاصي، يا تارك الصلاة، يا تارك الصيام، يا من قضيت عمرك أمام المسلسلات والأفلام، اعلم أن الذي سيحملك إلى القبر أولادك وأحبابك، وهم الذين سيضعونك ويهلون على رأسك التراب، وأنت في غفلة يا مسكين، وأنت في سهو لا تتذكر هذا المشهد، ولا تفكر في هذا اللقاء، وإذا ما ذهبت إلى هناك رجع مالك للورثة، ورجعت زوجتك لتتزوج، ورجع أولادك ليتنعموا بالأموال، أما أنت فقد وضعت في التراب، وهنا ينادى عليك بلسان الحال: عبدي، رجعوا وتركوك، وفي التراب وضعوك، وللحساب عرضوك، ولو جلسوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت.
والله العظيم لن ينفعك أحد، لا ابنك سوف ينفعك، ولا أمك سوف تنفعك، ولا زوجتك سوف تنفعك، لن ينفعك إلا عملك، يا من تلهث ولا هم لك إلا جمع المال؛ لن ينفعك مالك إلا إذا أخذته من الحلال، وأنفقته فيما يرضي الكبير المتعال.
أهوال القبور
إذاً: لجنة الامتحان صعبة جداً، هذا هو جو اللجنة، القبر الذي قال عنه أحد الناس حينما قال:
أيا من يدعي الفهم.
فإن كثيراً من الناس يدعون الفهم، وهم لا يفهمون شيئاً؛ لأن اعتقادهم أن الفهم الحقيقي هو: كيف يحسب التجارة؟ وكيف يحسب الأموال؟ وكيف يعد الدولارات، وكيف يعد الريالات؟!
أيا من يدعي الفهم إلى كم يا أخا الوهم***تعبي الذنب والذم وتخطي الخطأ الجم
أما بان لك العيب أما أنذرك الشيب *** وما في نصحه ريب ولا سمعك قد صم
أما نادى بك الموت أما أسمعك الصوت *** أما تخشى من الفوت فتحتاط وتهتم
فكم تسدر في السهو وتختال من الزهو *** وتنفض إلى اللهو كأن الموت ما عم
كأني بك تنحط إلى اللحد وتنغط *** وقد أسلمك الرهط إلى أضيق من سم
هناك الجسم ممدود ليستأكله الدود *** إلى أن ينخر العود ويمسي العظم قد رم
فزود نفسك الخير ودع ما يعقب الضير *** وهيئ مركب السير وخف من لجة اليم
بذا أوصيك يا صاح وقد بحت كمن باح *** فطوبى لفتى راح بآداب محمد يأتم
- صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله - جل وعلا - إذ يقول: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) [القيامة: 26-40]، بلى قادر، بلى قادر، إذاًَ: القبر لجنة صعبة جداً، والأمر ليس سهلاً كما تتخيلون.
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
وقد تسأل شخصاً: من ربك؟ من نبيك؟ وما دينك؟ سيقول لك: ربي الله، ومحمد نبيي، وديني الإسلام، لكن الأمر ليس سهلاً هكذا، كم من العلماء الذين ملئوا المساجد بعلمهم ربما سئلوا هذه الأسئلة ولم يستطيعوا الجواب!، وكم من أمي لا يستطيع أن يقرأ، ولا يعرف أن يكتب سيجيب بطلاقة وفصاحة لسان، لماذا؟! لأن الذي سيجيب في هذه اللحظات ليس هذا اللسان الذي تعود على الكذب، والذي تعود على الرياء، والذي تعود على النفاق، والذي تعود على الغيبة، والذي تعود على النميمة، وإنما الذي سيجيب في هذه اللحظات هو عملك، استمع إلى قول الله - تعالى -: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) [إبراهيم: 27]، ما هو القول الثابت؟ هو: لا إله إلا الله محمد رسول الله: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [إبراهيم: 27]، والقبر أول منزل من منازل الآخرة، (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27].
منكر ونكير وما كلفا به من أسئلة
القبر: إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النيران، القبر إما أن يضيق على العبد فتختلف أضلاعه، وإما أن يتسع فيراه كالفضاء، فلجنة الامتحان صعبة جداً، والكلام في اللجنة طويل وهذا فيه كفاية، وننتقل إلى الأسئلة الثلاثة.
وماذا عن الملكين اللذين سيوجهان الأسئلة؟ إنهما منكر ونكير، وهما ملكان من ملائكة الله - عز وجل -، وكل ملك من الملائكة له وظيفة من يوم أن خلق إلى يوم أن تقوم الساعة، فجبريل موكل بالوحي إلى الأنبياء، وميكائيل موكل بتقسيم الأرزاق بين العباد، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور، وعزرائيل موكل بقبض الأرواح، وهكذا كل ملك له وظيفة، ورقيب وعتيد يسجلان عليك الحسنات والسيئات. ومنكر ونكير مكلفان بأسئلة القبر، وهناك ملائكة ساجدة، وهناك ملائكة قائمة، وهناك ملائكة راكعة، الكل في عبادة ربه وفي ذكر مولاه، حتى إذا ما نفخ إسرافيل في الصور قام الجميع قائلاً: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك!، فمنكر ونكير هما المسئولان عن السؤال في القبر، إنه منظر عجيب ومنظر رهيب لأول مرة سوف ترى ملكاً...
السؤال الأول: من ربك؟.
السؤال الأول: سوف يقولان لك: من ربك؟ انتبه، فإن الذي يوفق للجواب هو المؤمن الصادق، أما المنافق والدجال ونحوهم فإنهم لا يوفقون إلى الإجابة، وأما نفاقهم ودجلهم فإنه ينتهي بخروجهم من الدنيا، ولا مجال لفعله في القبر، وبعض الناس إذا نصح قال: أنا قلبي مثل اللبن (أبيض) وهو لا يصلي، فهذا قلبه أسود من ظلام المعصية؛ لأنه لو كان في قلبه ذرة من إيمان، لركع وسجد للواحد الديان.
وربما رأيت مسلماً فتح الله عليه من الرزق وهو لا يصلي، وما شاء الله صحة طيبة ومع ذلك لا يصلي، وبعد ذلك تقول له: يا أيها الرجل، لماذا لا تصلي؟ فيقول لك: ربك رب رءوف، وتراه لا يزكي، فتسأله: لماذا لا تزكي؟! فيقول لك: والله أنا عندي عيال يأكلون الحجارة، وتراه ذا مال ومع ذلك فإنه لا يحج، فسبحان الله العظيم!.
المسلم هو الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله باللسان، ويصدق ذلك بالجنان، وتنطلق بذلك الجوارح والأركان؛ لأن الإيمان عند أهل السنة: قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، وكثير من الناس في هذا الزمان يقول: والله أنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهل هناك مسلم لا يحب النبي؟ لكن المحبة لها دلائل وبراهين، فقد يزعم بعضهم ويقول: أنا محب للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو لا يصلي، محب للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو مبتدع، محب للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو لا يزكي، محب للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو بعيد عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم -، بالله عليكم: هل هذا محب أم كذاب؟! إذاً: الكذب سهل جداً، يقول لك: أنا أحب النبي –صلى الله عليه وسلم-، لكن.. أين سلوكك؟ وأين محبتك العملية لرسول الله - عليه الصلاة والسلام -؟ من أجل هذا أذكر إخواننا هنا بأنه كان هناك تلميذ صغير يتعلم عند أستاذ، وسمع التلميذ الصغير أن أستاذه يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا، فجاء التلميذ، وقال له: يا أستاذ، أنا أريد أن أرى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال له: يا بني، النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أحد يراه إلا إذا كان محباً له، وصادقاً معه، ومنفذاً لسنته، فلا يزور النبي إلا أحبابه - صلى الله عليه وسلم -، لماذا؟ لأن من الناس من يذهبون لزيارة النبي –صلى الله عليه وسلم- ، ومن الناس من يأتي النبي لزيارته! ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من رآني في المنام فقد رآني حقاً؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي)).
إذاً: السؤال الأول في القبر: سوف يقال لك: من ربك؟ والذي سوف يجيب هنا هو المؤمن الصادق، الذي قالها بحق وصدق في الدنيا: ربي الله، لم يسأل إلا الله، ولم يستعذ إلا بالله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يلجأ إلا إلى الله، ولم يفوض الأمر إلا إلى الله، إذا سأل سأل الله، وإذا استعان استعان بالله. المؤمن الذي كانت حياته كلها لله - عز وجل -: صلى لله، وترك لله، وأعطى لله، ومنع لله، وأبغض لله، وراقب الله - جل وعلا - في سره وعلنه، هذا الذي يستطيع أن يجيب إذا ما سئل عن ربه، فيقول: ربي الله الذي آمنت به في الدنيا، ربي الله الذي راقبته في الدنيا، ربي الله الذي امتثلت لأوامره وشرعه وحدوده.
أما الرجل الكاذب الذي لم يصل، ولم يصم، ولم يزك، ولم يحج، وإنما هو مسلم بالبطاقة الشخصية، فإذا أدخل القبر فوالله لن ينطق بالصواب؛ لأن الله - عز وجل - قال: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27]، يثبت الله الذين آمنوا. إذاً: المؤمن هو الذي يستطيع أن يجيب عن السؤال، والأمر ليس سهلاً مثلما تتخيلون؛ لأن الذي سوف ينطق هو إيمانك، والذي سوف ينطق هو عملك، والذي سوف ينطق هي صلاتك، والذي سوف ينطق هو قيام ليلك وقرآنك وبرك بوالديك، وإنفاقك على الفقراء واليتامى، وإحسانك للجيران، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: -والثلاث عمل عمله في الدنيا- صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع الناس به)) فينتفع بذلك في قبره. إذاً: الذي يجيب عن السؤال هو الذي آمن بالله حقاً في الدنيا، ولذلك فإن سيدنا حارثة -وهو صحابي جليل من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عندما سأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا حارثة، كيف أصبحت -يعني: كيف حالك وماذا أنت عامل هذا اليوم؟ -)) قال له: "أصبحت مؤمناً حقاً، والحمد لله يا رسول الله"، قال له: ((انتظر يا حارثة، إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولك، وما حقيقة إيمانك؟))، فقال حارثة: "حقيقة إيماني يا رسول الله، أني قد عزفت نفسي عن الدنيا"، فاعلم أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة؛ لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر؛ ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر، وأن الدنيا دار ممر، وأن الآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم.
"عزفت نفسي عن الدنيا" علم أن الدنيا قنطرة، أو شجرة استظل بظلها ثم تركها ورحل، علم أن الدنيا جيفة شاة ميتة، كما في حديث الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على شاة ماتت وأصبحت جيفة، فقال لأصحابه: ((أترون هذه الشاة هينة على أهلها؟)) قالوا: نعم، يا رسول الله، ومن هوانها ألقوها، فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((والله للدنيا أهون عند الله من هذه الشاة على أهلها، ولو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء))، الدنيا حقيرة جداً، ونحن نتكالب ونتهافت عليها، والولد يقتل أباه من أجل الدنيا، والبنت تسب أمها من أجل الدنيا، وكل هذا من أجل الأموال والكراسي والمناصب.
المحاكم ممتلئة بالبلايا، لماذا؟ بسبب الطمع والجشع، وكلهم ناسٍ أنه سيترك الدنيا حافياً عارياً، وصدق من قال:
النفس تجزع أن تكون فقيرة *** والفقر خير من غنىً يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت*** فجميع ما في الأرض لا يكفيها
هي القناعة فالزمها تكن ملكاً *** ولو لم تكن لك إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها *** هل راح منها بغير القطن والكفن
هل أخذ معه فداناً من الأرض؟ هل أخذ معه بقرة؟ هل أخذ معه مالاً؟! لا، أبداً، قال الشاعر:
دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المال فلا تدري لمن تجمع
فإن الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع
فقير كل من يطمع غني كل من يقنع
إي والله! وأحكي لكم قصة ظريفة: هذا سيدنا عيسى - عليه السلام - مشى مع صاحب له، وبعد ذلك وقف عيسى - عليه السلام - يصلي، ودخل صاحبه القرية؛ ليأتي بطعام فأتى بثلاثة أرغفة، فلما وقف عيسى - عليه السلام - يصلي جاع الرجل فأكل رغيفاً، ولما أنهى عيسى الصلاة قال له: أين الرغيف الثالث؟ قال: والله ما كانا إلا رغيفين، يكذب على نبي! قال له: يا رجل، قال: إنما هما اثنان.
قال له: خيراً، ومر عيسى على ظباء ترعى -يعني: غزلان- فنادى نبي الله عيسى على ظبي من هذه الظباء وذبحه وشواه؛ لكي يأكلوا، فوضع الظبي مشوياً، وقبل أن يمد الرجل يده سأل عيسى ربه أن يحيي له هذا الظبي فأحياه الله؛ لأن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله - عز وجل -، كما قال الله - عز وجل -: (وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) [آل عمران: 49]، وساعة رؤية الرجل للظبي الذي كان سيأكله مشوياً، فرآه حياً أمامه! سبحان الله!.
قال له عيسى: بحق الذي أراك هذه المعجزة من صاحب الرغيف؟ قال له: والله ما كانا إلا رغيفين! قال له: خيراً، فأخذه بيده ومشوا، فمر نبي الله عيسى على نهر، فأخذه عيسى من يده يجره؛ ليعبر به على سطح الماء، فتأخر الرجل، فقال له: هيا، فعبر به نبي الله عيسى على سطح الماء حتى الشاطئ الآخر.
فقال الرجل: سبحان الله! يمشي على الماء! فقال له: بحق الذي أراك هذه المعجزة من صاحب الرغيف الثالث؟ فقال له: والله ما كانا إلا رغيفين!.
قال له: خيراً، فمر به نبي الله عيسى على أرض صحراء فيها رمال، فجمع عيسى ثلاثة أكوام من الرمل متساوية، وسأل عيسى ربه أن يصير له هذه الأكوام الترابية إلى ذهب! وأنتم تعرفون أن الذهب يذهب العقول، قال الشاعر:
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب *** ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال *** ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة *** ومن لا عنده فضه فعنه الناس منفضة
فحول الله - تعالى -الأكوام الترابية إلى ذهب!، فقال له سيدنا عيسى: الكوم الأول من الذهب لي أنا، والكوم الثاني لك، والكوم الثالث لمن أكل الرغيف، فقال الرجل: أنا الذي أكلت الرغيف، فقال له نبي الله عيسى: كلها لك، ولكن هذا فراق بيني وبينك، وانظر كيف كانت النهاية!
قعد الرجل بجانب الثلاثة الأكوام وهو يقول: سوف أبني وأشتري عشرة فدادين، وسوف أعمل مزرعة ماشية، فمر عليه ثلاثة من قطاع الطرق، فلما رأوا الثلاثة الأكوام من الذهب ذهبت عقولهم فقتلوه، ثم قال أحدهم: فليذهب أحدنا بسرعة ويحضر لنا طعاماً؛ كي نأكل، ثم نهرب، فذهب رجل منهم ليحضر لهم طعاماً، -إنها فتنة المال! إن الولد يقتل أباه من أجل المال، لكن: هل سيبقي هذا على صاحبيه؟ إنا لله وإنا إليه راجعون- فقال لنفسه: لماذا لا تصنع سماً في الطعام، فتقضي على صاحبيك، وتأخذ الثلاثة الأكوام لوحدك، دون أن يعلم أحد بالخبر؟! وفي نفس اللحظة صاحباه الآخران يقولان: بدلاً من أن نقسم الأكوام، لم لا نقتله ونقسم الثلاثة على اثنين؟ فجاء صاحبهما بالطعام المسموم، وأثناء وصوله انقضا عليه فقتلاه، وجلسا يأكلان الطعام فماتا!، فعاد عيسى - عليه السلام - إلى المكان، فوجد أكوام الذهب في مكانها، ووجد صاحبه وإلى جواره ثلاثة من الرجال؛ فبكى نبي الله عيسى وقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها.
السؤال الثاني: من نبيك؟
ثم يجيء السؤال الثاني: من نبيك؟ المؤمن الصادق الذي التزم بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي التزم بشرع النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي طبق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي سيقول: نبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
السؤال الثالث: ما دينك.
المؤمن الذي أحب الإسلام، وعاش للإسلام، والتزم بتعاليم الإسلام، وعمل لإسلامه، وافتخر بإسلامه، وأعلى إسلامه في كل مكان هو الذي سيقول: ديني الإسلام.
إذاً: من هو الذي يقدر على الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة؟ لاشك أنه المؤمن الذي صدق في إيمانه في الدنيا، أما المنافق والكاذب والمضيع للفروض والمضيع للسنة فلن يستطيع أن يجيب عن الأسئلة أبداً؛ لقول الله - عز وجل -: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27].
حديث قبض الروح
نرجع إلى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي شمل كل هذه المعاني، وهو حديث رواه البراء بن عازب، وخرجه الطبراني والترمذي وغيرهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مع الأنصار في جنازة -شخص مات، وذهبوا ليدفنوه-، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - على شفير القبر -يعني: على حافة القبر-، وكان مع النبي - عليه الصلاة والسلام – عود، وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ينكت الأرض بهذا العود -يعني: يضرب بالعصا-، وبكى - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لإخوانه بعدما نظر إليهم: ((يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا -أي: لمثل القبر- لمثل هذا فأعدوا، لمثل هذا فأعدوا))، ثم قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن العبد إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال على الآخرة -أي: العبد الصالح المؤمن التقي النقي إذا مات أو كان على فراش الموت، وبدأت علاقته وصلته تنقطع مع الحياة الدنيا، وتتصل بالآخرة-، تأتيه ملائكة، وبيدهم حنوط من الجنة -هذا للمؤمن، والحنوط: طيب من الجنة-، ويجلسون عند رأسه -يهيئونه، كي يأتي الدكتور الكبير الذي سوف يجري العملية الجراحية، وهو ملك الموت، هناك أطباء يهيئون المريض، الذي هو الميت، وهم الملائكة...
حال المؤمن عند قبض روحه
إن المؤمن الذي ينام على فراش الموت يرى أموراً عظيمة، وكثيراً ما نسمع من الناس: أن فلاناً ابتسم وهو في سكرات الموت، وأن فلاناً والعياذ بالله أسود وجهه وهو في سكرات الموت، نريد أن نفهم ما هو سبب ذلك؟ عندما يكون المؤمن على فراش الموت، فإنه يرى الملائكة، ولا يراهم أحد غيره، ولذلك فإن الإنس والجن لا يرون شيئاً من ذلك، يرى ملائكة تقترب من بعيد، ويرى أنها ملائكة بيض الوجوه، طيبي الرائحة، معهم حنوط من الجنة، فيعلم أن هذه ملائكة الرحمات، فيبتسم، أتدرون لماذا يبتسم؟ لأنه في اللحظة هذه وهو على فراش الموت يرى مكانه في الجنة، يرى ملائكة من بعيد تقترب معهم حنوط من الجنة، رائحتهم زكية طيبة، ويجلسون عند رأسه -يحرسون المكان كله- وبعد ذلك يأتي ملك الموت، ويجلس ملك الموت عند رأس عبد الله المؤمن، حتى إذا ما انتهى الأجل المحدد من قبل الله - عز وجل -، ينادي ملك الموت على روح المؤمن، ويقول: ((يا أيتها الروح الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، ورب راض عنك غير غضبان))، يقول الحبيب المحبوب - صلى الله عليه وسلم -: ((فتخرج روحه سهلة سلسة، كما يسيل الماء من فم السقاء)) يعني: القربة، انظر عندما تملأ قربة بالماء، ثم تصب منها ماءً، كيف ترى نزول الماء؟ ستجده ينزل بسلاسة، كذلك روح المؤمن تخرج سهلة سلسة جميلة، فلا تدعها الملائكة مع ملك الموت طرفة عين، فيأخذون الروح، ويلفونها في حنوط من حنوط الجنة، وفي طيب من طيب الجنة، وهنا تصعد الملائكة بالروح الطيبة إلى الله، فيجيء ملائكة السماء الأولى، ويقولون: يا الله، لمن تكون هذه الروح الطيبة؟ ومن صاحبها؟ فتقول الملائكة التي تشيع الروح: إنها روح فلان بن فلان، بأطيب أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا. وتعبر الملائكة سماء بعد سماء، حتى تنتهي الملائكة بالروح إلى خالق الروح، وهنا يقول الله - جل وعلا - لملائكته: ((يا ملائكتي، اكتبوا روح عبدي في عليين، -(وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) [المطففين: 19-21]-، اكتبوه في عليين، ثم أعيدوها إلى الأرض، فمنها خلقناهم، وفيها نعيدهم، ومنها نخرجهم تارة أخرى، فتعاد إلى القبر حتى تسأل، وإذا ما دخل هذا العبد القبر استقبله القبر وتكلم معه، وقال له: مرحباً بك وأهلاً، لقد كنا في شوق إليك، ونحن في انتظارك يا ولي الله، جميع المخلوقات تسعد بالمؤمن في الحياة وبعد الممات. وإذا دخل القبر وجد في استقباله في القبر رجلاً، هذا كلام النبي - عليه الصلاة والسلام - وهذا نص الحديث: ((وجد في استقباله في القبر رجلاً شديد بياض الوجه، طيب الرائحة، فيقول له: مرحباً بك، فيقول: من أنت، فوجهك وجه لا يأتي إلا بخير؟) يقول له الميت: من أنت يا صاحب الوجه الأنور، لا يأتي وجهك هذا إلا بخير؟ من أنت؟ فيقول له: ((أبشر واسعد بأسعد يوم مر عليك منذ أن ولدتك أمك، ألا تعلم من أنا؟ أنا عملك الصالح، وهذا يومك الذي كنت توعد به)) أنا صلاتك، أنا قيامك بالليل، أنا قرآنك، أنا ذكرك، أنا استغفارك، أنا حجك، أنا زكاتك، أنا صدقتك، أنا بر الوالدين، أنا الإحسان لليتامى، أنا الإحسان للفقراء، أنا الإحسان للجيران، أنا عملك الصالح، وهذا يومك الذي كنت توعد به، ثم يقول له: سيأتيك الآن ملكان من عند ربك وسيسألانك من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فقل لهما: ربي الله حقاً، ومحمد نبيي صدقاً، وديني الإسلام، فيأتي منكر ونكير ويقولان له: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول: ربي الله حقاً، ومحمد نبيي صدقاً، وديني الإسلام، فينادي منادٍ من قبل الواحد الديان، ويقول: إن صدق عبدي، فافتحوا له باباً إلى الجنة، وافرشوه فراشاً من الجنة، ووسعوا له في قبره، فيفسح له في قبره مد البصر.
((القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النيران))، وعندما يرى العبد هذا النعيم، ينادي على الله وهو في القبر، ويقول: يا رب، فيقول له: لبيك يا عبدي، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، فيقال له: ولم؟ فيقول: حتى أري أهلي ومنزلتي عندك في الجنة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....----------------------------
محمد حسان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهوال القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: الــــحــــــــــــوار الإســــــــــلامي-
انتقل الى: