"... كان سهلا على السوريين وعلى حسن نصر الله أن يعلنوا أن "الصهاينة" اغتالوا مغنية، حسنا، لماذا لم تعلنوا تحقيقاتكم التي تدين الصهاينة، أم أن الذين اغتالوه كانوا "صهاينة محليين" تخشون بأسهم، لقد تمت تصفية عماد لأنه "بئر أسرار" العمليات القذرة بين حزب الله وسوريا وإيران... ".
إذا كان سلاح حزب الله كما شنفوا آذاننا دائما في خطبهم وفي قناة المنار هو سلاح للمقاومة، وموجه حصرا إلى العدو الإسرائيلي، وأقسم على ذلك حسن نصر الله، إذن بأي خلق وأي ضمير أجاز رجل المقاومة لنفسه أن يبعث كتائبه لكي تقاتل الجيش العراقي على الحدود الإيرانية، وهي الاعترافات الصريحة التي أعلنها راعي حزب الله ومؤسسه الإيراني الشيخ علي أكبر محتشمي بور سفير إيران الأسبق لدى سورية ووزير الداخلية الإيراني السابق، هل كان ينفذ وصية إمامه "الخميني" بأن الطريق إلى القدس يمر ببغداد!؟.
وهل تحولت حدود العدو الصهيوني إلى البوابة الشرقية للعرب، إلى الحدود العراقية الإيرانية؟.
هل يمكن أن تكون بندقية المقاومة بندقية مرتزقة، تقاتل في صفوف من يدفع ومن يمول ومن يرعى؟.
وهل ستتنقل بندقية حزب الله إلى حدود الدول العربية الأخرى إذا انتقلت المواجهات الإيرانية إلى بلد عربي آخر؟.
مع الأسف الشديد هناك من يعيد ويزيد في أكذوبة أن سلاح حزب الله هو سلاح لمقاومة العدو، وأنه لم يلوث بدماء عربية أو لبنانية، رغم الاعترافات والحقائق الدامغة في لبنان والعراق، التي تؤكد أن سلاح حزب الله تلوث مرات ومرات بالدماء العربية والإسلامية، وخاصة في لبنان، ولم تكن دماء أهل السنة التي أراقها حسن نصر الله الأيام الماضية هي وحدها التي لوثت وجهه وتاريخه.
ولعل الأيام تكشف عن الملفات المثيرة لعماد مغنية قيادي حزب الله الشهير، والمتهم بأكثر من عملية اغتيال في لبنان وفي عواصم عربية أخرى وخطف طائرات وأعمال قذرة لصالح المخابرات السورية والإيرانية، وفي النهاية تخلصوا منه عندما اقترب حبل التحقيقات من رقاب كبيرة في سوريا، هل تذكرون عماد مغنية، هل قرأتم صبيحة اغتياله في شوارع دمشق تصريحات القادة السوريين بأنهم سوف يعلنون الحقائق كاملة عن اغتياله خلال يومين أو ثلاثة، مرت الآن شهور ولم يعلن أي شيء، ولن يعلن أي شيء.
هل يمكن "لمجاذيب" حزب الله هنا وهناك أن يعطونا سببا أو شرحا أو تفسيرا لطي صفحة عماد مغنية بهذه الغرابة؟، كان سهلا على السوريين وعلى حسن نصر الله أن يعلنوا أن "الصهاينة" اغتالوا مغنية، حسنا، لماذا لم تعلنوا تحقيقاتكم التي تدين الصهاينة، أم أن الذين اغتالوه كانوا "صهاينة محليين" تخشون بأسهم، لقد تمت تصفية عماد لأنه "بئر أسرار" العمليات القذرة بين حزب الله وسوريا وإيران.
في السياق نفسه، أذكر أني أشرت في مقال سابق إلى القتال الدموي الذي خاضه رجال حزب الله ضد مقاتلي حركة أمل بزعامة نبيه بري، وهو القتال الذي شهد وحشية غير مسبوقة، خاصة في معارك السلاح الأبيض من بيت لبيت للسيطرة على الضاحية الجنوبية من بيروت، وفرض النفوذ فيها، وقد قتل فيها من أمل ومن حزب الله آلاف الرجال.
هل كان نبيه بري يمثل قوات الاحتلال الإسرائيلي فاشتبه الأمر على حسن نصر الله؟!.
هل دماء مقاتلي أمل لم تكن دماءا لبنانية فيشملها القسم الشهير لحسن نصر الله بحرمة الدم اللبناني؟!.
وإذا كان نبيه بري ورجاله متصهينين ومتأمركين فقمت بتصفيتهم -كجزء من حملة المقاومة المظفرة لتطهير لبنان من الخونة والعملاء- فهل يا ترى تاب وأناب على يديك نبيه بري بحيث أصبح حليفك الأكبر الآن؟، ومن أركان الممانعة والمقاومة و"المهاجصة" الإعلامية، التي تريد بها أن تغيب عقولنا وأن تبتز عواطفنا في ساحة المقاومة.
وبمناسبة "الحلفاء" أعتقد أنه من المفيد لتنشيط الذاكرة أن نستعرض حلفاء حزب الله في السنوات العشر الأخيرة وحتى الآن، لكي نرى من الذي وضع يده في يد القتلة والمجرمين، ومن الذي تحالف مع رجال إسرائيل المخلصين في لبنان...
-------------------------
جمال سلطان