كثير من الناس يظن أن الفقير هو الذي لا يملك مالاً، أو سيارة، أو هو الذي راتبه قليل، أو هو الذي تكالبت عليه الديون.
ويظن هؤلاء أن الغني هو صاحب الأموال الكثيرة، والذي عنده عمارات، ومزارع، وسيارات.. هكذا يظن الكثيرون، ولكن هذا الظن أبطله هذا الدين، ويتبين لك هذا من خلال هذه الوقفات:
1- قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغني غني النفس)) أخرجه البخاري [5965].
فانظر في هذا الحديث لكي يتبين لك أن الغنى الحقيقي ليس في امتلاك الأموال والأراضي ولكنه الغنى الروحي والقلبي الذي هو " امتلاء القلب بمحبة الله - تعالى -".
2- هل تأملت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو لم يكن بصاحب المال والذهب والمجوهرات، بل إنه كانت تمر عليه الأيام والشهور ولا يوجد في بيته إلا التمر والماء، ومع ذلك فهو - صلى الله عليه وسلم - أغنى الناس بالله، وهو الذي قد استغنى بحب الله وذكره وعبادته عن كل شيء.
إذن لماذا لا يكون هدفنا هو الاستغناء بالله وبطاعته وعبادته؟.
إن الواحد منا قد يقضي ساعات يومه في العمل الوظيفي، أو التجارة لأجل الحصول على الرزق، وهذا مطلوب.. ولكن لماذا لا نجعل بعض أوقاتنا لكي نغذي قلوبنا بزاد الإيمان، وحلاوة القرآن.
إننا كما نحتاج إلى المال والمتاع الدنيوي فنحن بحاجة أيضاً إلى الإيمان والتقوى لكي نغذي قلوبنا وأرواحنا حتى يحصل لها الغنى الحقيقي.
3- لا بد أن نعلم أن الناس يحتاجون إلى الأغنياء وذلك من ناحيتين:
أ- يحتاجون إلى الأغنياء الذين يملكون الأموال؛ وذلك من خلال مساعدتهم والوقوف معهم وتفريج كرباتهم.
ب- والناس كذلك يحتاجون إلى أغنياء الإيمان الذين يملكون الإيمان والتقوى والعلم والخير؛ وذلك بمجالستهم وتقوية إيمانهم وإرشاد الجاهل وتعليم الفاضل.
ووالله إن أغنياء الإيمان الذين عمروا قلوبهم بمحبة الله وذكره وعبادته إنهم هم سرّ حياة القلوب ورؤيتهم جلاء الهموم، وكلامهم نور القلوب، فكم من غافل أحيوه بعد فضل الله.
========================