على الرغم من أنه يمكن اكتساب الكثير من المهارات عن طريق التعلم، إلا أنه ليس من السهل تعلم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وأن الإنسان ملزم بالاجتهاد من الناحية الشرعية والتحرك واتخاذ القرار ولو ترتب على ذلك بعض الأخطاء، فعدم اتخاذ القرار هو أسوأ الأخطاء كلها.
إن المرء مكلف بالاجتهاد بكل ما يمتلك للتوصل إلى القرار السليم، وإذا لم يكن بين البدائل المطروحة حل مناسب قاطع فالواجب اختيار أقلها ضرراً، وإذا ما تبين بعد ذلك خطا في القرار كان الأجر مرة واحدة، وفي حال الصواب كان للمجتهد أجران.
إن اتخاذ القرار هو عملية متحركة، وعلى المرء أن يراقب ويتابع نتائج قراراته؛ ليعدلها عند الحاجة وبالكيفية المطلوبة، كما أن عملية اتخاذ القرار تنبثق من جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها بطريقة علمية، الأمر الذي يؤدي إلى تحديد البدائل الممكنة للحل، كما أن اتخاذ أحد البدائل يتطلب غالباً أخذ الحس البشري في الحسابات عند تفحص أفضلية ما يترتب على بديل ما من نتائج، فاتخاذ القرار الناجح يعتمد على التقدير السليم كما يعتمد على المعلومات الموثوقة.
* مفهوم اتخاذ القرار:
القرار لغة:
مشتق من القر، واصل معناه على ما نريد هو التمكن، فيقال: قرّ في المكان، أي: قر به وتمكن فيه.
القرار اصطلاحاً:
- هو عبارة عن اختيار من بين بدائل معينة، وقد يكون الاختيار دائماً بين الخطأ والصواب، أو بين الأبيض والأسود، وإذا لزم الترجيح غلب الأصوب والأفضل أو الأقل ضرراً.
- هو التعرف على البدائل المتاحة لاختيار الأنسب، بعد التأمل بحس متطلبات الموقف وفي حدود الوقت المتاح.
معنى ذلك: أننا عندما تعرض لنا مشكلة أو نعزم على أمر فان هناك عدة خيارات تظهر لنا، فنحل المشكلة، أو نتغاضى عنها، أو نحلها بمواجهتها مواجهة عنيفة، أم نتخذ طريق التدرج ونحلها بشكل جزئي، أم نستعين بغيرنا في هذا الحل؟، هذه خيارات متنوعة.
فالقرار أن تعرف هذه الخيارات والبدائل ثم تصل إلى الخيار الأمثل، وذلك من خلال: التأمل، وحسب الظروف المحيطة، وحسب متطلبات الموقف، وفي حدود الزمن المتاح؛ لأن الزمن أيضاً أحياناً يكون له أثر حاسم في اتخاذ القرار، فالذي يريد مثلاً أن يتخذ قراراً في أن يدرس في جامعة كذا وجامعة كذا لا بد أن يتخذ القرار قبل انتهاء مدة القبول والتسجيل، فإذا اتخذ قراره بعد ذلك أصبح قراره بعد فوات الأوان كما يقال.
إذاً فالقرار الذي نتحدث عنه هو كيف تختار الأمثل والأفضل؛ ليكون له الأثر النافع والمفيد في المدى القريب والمدى البعيد بإذن الله -تعالى-؟.
*خطوات اتخاذ القرار:
هناك طريقة وضعها علماء النفس والاجتماع مكونة من خمسة مراحل توضح كيفية اتخاذ القرار بشكل مستقل وهي:
المرحلة الأولى: تحديد الهدف بوضوح؛ لأنه بذلك يوجه خطواتنا نحو اتخاذ القرار.
المرحلة الثانية: التفكير بأكبر عدد ممكن من الإمكانيات، فمنها يستخلص وينبثق القرار.
المرحلة الثالثة: فحص الحقائق مهم جداً، فعدم توفر المعلومات قد يقودنا إلى قرار غير صحيح.
المرحلة الرابعة: التفكير في الايجابيات والسلبيات للقرار الذي تم اتخاذه، فيجب فحص كل إمكانية، وما يمكن أن ينتج عنها، وقياس مدى كونها مناسبة أو غير مناسبة.
المرحلة الخامسة: مراجعة جميع المراحل مرة أخرى، والانتباه فيما إذا أضيفت معطيات جديدة أو حدث تغيير، ثم نقرر بعدئذ، وإذا لم يكن القرار مناسباً يمكن عمل فحص جديد.
* أنواع القرارات:
لأن هذا الموضوع في غالب الأحوال يتحدثون عنه في القرارات الإدارية، في المؤسسات التجارية والمنشآت الصناعية، ونحن نتحدث هنا عن القرارات الشخصية في الحياة العامة على وجه الإطلاق.
1- القرارات الفردية:
هناك قرارات فردية وأخرى جماعية، قرار فردي يخصك وحدك، كما قلنا طالب يريد أن يحدد جامعة، أو رجل يريد أن يختار للزواج امرأة فهذا أمر محدود، بخلاف إذا كان القرار يخص جمعاً من الناس أو يخص الأمة برمتها، كقرار الرئيس في مصلحة الأمة، أو كحكم يتخذه القاضي بشأن متنازعين مختلفين، فمثل هذا القرار يكون أكثر حساسية وأكثر أهمية، ولا بد له من مزيد من أخذ الأسباب الموصلة للقرارات؛ لأن الأول قرار يخصك وحدك، فان وقع فيه خطأ فأنت الذي تتحمله، وإن كان به ضرر فدائرته مخصوصة به وحدك، أما أن يكون القرار الذي تتخذه يتضرر منه ألاف أو عامة الناس، أو أن تتخذ الحكم أو النظام فيتضرر به كثير من الناس فهذا أمر يحتاج إلى مزيد من التروي.
2- القرارات المصيرية:
أيضاً من جهة أخرى هناك قرارات عادية وأخرى مصيرية، قرار عادي تريد أن تهدي لأخ لك هدية، وهل يا ترى أهديه من قميص أم أهديه كتاب من الكتب؟ قضية عادية متكررة ليست خطيرة ولا كبيرة.
لكن هناك قرار ربما يكون بالنسبة للفرد وأحياناً على مستوى الأمة مصيرياً، هل تريد أن تدرس أو تعمل؟ ربما يكون قراراً مصيريا بالنسبة لك، هل تريد أن تبقى في هذه البلاد أو ترحل إلى بلاد أخرى؟، أمور لها أثر أكبر، لذلك لا ينبغي أحياناً أن يزيد الإنسان من التفكير والبذل للجهد في قرار عادي يتكرر، فيجمع جمعاً من الناس ويستشيرهم... هل يختار هذا أو ذاك؟، أيضاً العكس فيأتي في قرار مصيري فيتخذه ويقرره وهو في جلسة لشرب الشاي دون أن ينتبه للخطورة التي تترتب على ذلك.
3- القرارات الدورية:
وهناك أيضاً قرارات دورية وأخرى طارئة، ما معنى قرارات دورية؟ أي: تتكرر دائماً، على سبيل المثال: بالنسبة للطالب الاختبارات أمر يتكرر دائماً، فيحتاج أن يقرر هل يبدأ بدراسة الكتاب أو بدراسة المذكرة، أو يبدأ بدراسة المادة الأولى أو الثانية؟.
فالأمور الدورية مثلاً الشركات أو المؤسسات توظيف موظفين لديها، وأحياناً تفصل آخرين، هذه الأمور الدورية المتكررة القرار فيها هو اتخاذ النظام الأمثل، بحيث لا تحتاج في كل مرة إلى أن نعيد القرار ندرس القضية مرة واحدة، نضع شروط لتعيين الموظفين، نضع نماذج نحتاج إليها، وينتهي الأمر، أما في كل مرة نعاود التفكير، فكلا!.
* حيثيات اتخاذ القرار:
أولاً: اتخاذ القرار لا يكتسب بالتعليم وإنما أكثر بالممارسة والتجربة: لن تكون صاحب قرارات صائبة بمجرد أن تقرأ كتاباً، أو بمجرد أن تستمع لمحاضرة، ولكنها التجربة تنضجك شيئاً فشيئاً، ولكنها الخبرة تكتسب مع الأيام، ويمتلكها الإنسان بالممارسة بشكل تدريجي، ومن هنا يتميز كبار السن وأصحاب التجربة بالحنكة وصواب الرأي ودقة الاختيار أكثر من غيرهم، فالشاب الناشئ كثيراً ما يفقد الأسباب والملكات لاتخاذ القرار الصحيح، وهنا يحتاج إلى المشورة أو المعونة أو النصيحة.
ثانياً: اتخاذ القرار أفضل من عدم اتخاذه، وإن كان في القرار أخطاء خاصة في الأمور التي لا بد منها من اتخاذ قرار؛ لأن عدم اتخاذ القرار يصيب الإنسان بالعجز والشلل في مواجهة الأحداث وحل المشكلات، بعض الناس دائماً لا يبت في الأمور ولا يتخذ قراراً، بل يبقي الأمور معلقة، فتجده حينئذ شخص غير منجز وليس له قرار، والنتيجة أنه يدور في حلقة مفرغة، يمرّ الوقت دون أن ينجز شيئاً؛ لأنه لم يختر بعد، هل يدخل في كلية الطب أم يدرس في كلية الهندسة؟، يمر العام والعامان وهو على غير استقرار فلا ينجز، والذي يتردد كثيراً فيدرس فصلاً في الطب والثاني: يختاره في الهندسة ثم يقول: ليس اختياري صائباً، فيمضي يدرس العلوم وهكذا.. يتنقل بين الكليات دون استقرار، فتمر السنوات يتخرج الطلاب وهو كما يقولون: يتخرج بأقدمية يكون معها قد استحق أن يأخذ عدة شهادات بدل شهادة واحدة، ولكن بسبب فوضويته في اتخاذ القرار تضيع منه الفرص وتمرّ دون أن يجني شيئاً، ومعلوم أن الفرص لا تتكرر، وهذه مسألة أيضاً مهمة كون البديل لاتخاذ القرار هو لا شيء، فلا بد أن نتعود على اتخاذ القرار حتى يكسب الواحد جرأة ويعطى شجاعة، وأيضاً فإن اتخاذ القرار يتيح لنا الفرصة للتقويم بعد الخطأ، فلا تكن أبداً متردداً في اتخاذ القرارات، أعزم واعقلها وتوكل وامض، فإن أخطأت فإن الخطأ تجربة جديدة وعلماً جديداً يفيدك في مستقبل الأيام بإذن الله - تعالى -من المنطلق الإسلامي.
وجه آخر: إن أخطأت فلك أجر واحد، وإن أصبت فلك أجران، فلماذا تحجم إذاً؟ ولماذا تتردد؟ خذ الأسباب واجتهد وامضي ولا تخشى الخطأ؛ فان الخطأ مع النية الصالحة السليمة، ومع العمل الذي بني على الاجتهاد الصحيح يكون مغفوراً بإذن الله، بل ويثاب صاحبه كما صح في الحديث عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إذا اجتهد الحاكم فأخطأ له أجر واحد وإذا اجتهد فأصاب له أجران)).
ثالثاً: ليس اتخاذ القرار مبنياً على العلم الشرعي فحسب، بل لكثير من الأحوال يبنى على معارف الحياة العامة، وعلى طبيعة الظروف، ومعرفة الأحوال، وحاجات الناس ومصالحهم، وهذه كلها تمثل أسساً لا بد من معرفتها عند اتخاذ القرارات.
رابعاً: اتخاذ القرار يحتاج إلى عقلية متفتحة مرنة، بعيداً عن الجمود وأحادية الرأي، فان الذي لا يفكر إلا من طريق واحد ولا ينظر إلا من منظار واحد تغلق عليه أمور وتوصد في وجهه الأبواب ويظن ألا حل، وبالتالي يستسلم لليأس، مع أنه لو نظر عن يمينه أو عن يساره أو خلفه أو أمامه لرأى أبواباً كثيرةً مشرعةً وطرقاً كثيرةً ممهدةً، إنما أعماه عنها أنه لم يتح لعقله أن يسرح في الآفاق، وأن يولد الأفكار حتى تكون هناك مخارج عدة بإذن الله.
خامسا: ليس اتخاذ القرار هو نهاية المطاف بل في الحقيقة هو بدايته، لأن بعد اتخاذ القرار يحتاج إلى التنفيذ، والتنفيذ يحتاج إلى المتابعة والتقويم، والتقويم ربما يدخل كثيراً من التعديلات على تلك القرارات، فليس المهم هو اتخاذ القرار، وإنما أهم من ذلك ما بعد اتخاذ القرار.
* محاذير اتخاذ القرار:
1- لا للمجاملات في اتخاذ القرار:
إذا أتاك من يستشيرك على سبيل المثال، وترى أنه لا يصلح لهذا لكنك تجامله وتقول له: توكل على بركة الله، تكون غششته ولم تنصح له وتكون قد هيأت له سبباً أو أمراً يتضرر به وتقع به عليه مشكلة دون أن يكون لذلك فائدة، دعه يعرف الحق، أو حتى كن صريحاً مع نفسك ولا تجامله، فاللوم لا يتضاعف عندما تقول لا في البداية، لكنه يأتيك مضاعف عندما تقول لا في النهاية.
وهذا أحياناً يحصل في جوانب كثيرة فبعض الناس يتأثر بمن حوله فيقول: ماذا سيقول الناس عني الآن؟ ينتظرون مني قرار حاسما! أو جاءه رجلاً مناسباً لابنته وصالحاً تقياً ماذا يقول؟ قل: أريد أن أوافق لكن البنت أختها قد تزوجت كذا، والوسط الاجتماعي يقول كذا وكذا، فيترك الرأي السديد والقرار الصائب مجاملة للآخرين دونما وجود ضرر حقيقي أو مخالفة حقيقية.
2- لا للعواطف:
لأن العواطف عواصف، وهذا نراه كثيراً بين الآباء والأبناء، كم تغلب العاطفة على الآباء والأمهات فيتخذون لأبنائهم قرارات أو يساعدونهم على مسارات هي عين الضرر عليهم؟!، وأيضاً كم تكون العاطفة سبباً في اتخاذ موقف لا يتفق مع المبدأ، أو يخالف العهد والميثاق، أو يخالف ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان؟ العاطفة مؤثرة لا شك في ذلك لها أثر حتى في القرارات، لكن إذا غلبت العاطفة أصبح الرجل كما يقولون عاطفياً يأتي المجرم المذنب الذي ثبت جرمه فيبكي عند القاضي، فهل يقول له القاضي: ما دمت تبكي اذهب فأنت من الطلقاء؟ ضاعت الأمور واختلت الأحوال واضطربت الحياة من كل جوانبها بمثل هذا، ويأتي الابن وقد أخطأ ويستحق العقوبة، ويستحق على الأقل نوعاً من الحزم والجد، فإذا به يجد أباه يطبطب على ظهره ويبتسم له ويكافئه عند الخطأ، فيكون ذلك من أعظم الأسباب والأضرار.
وتأمل كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقف الموقف الحاسم في شأن العاطفة دونما النظر إلى تأثيراتها، ما دام الأمر الذي حسم، والقرار الذي اتخذ فيه الخير والمصلحة؟!، في يوم صلح الحديبية كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مسدداً بالوحي -لا شك في ذلك-، تحرّكت العاطفة في نفس الفاروق عمر -رضي الله عنه- فجاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: ألسنا على حق؟ قال: بلى، قال: أليسوا على الباطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونحن الآن في قوة فلماذا نقبل بهذه الشروط؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- يروض تلك العاطفة فيقول: إني رسول الله، والله لن يضيعني.
انظر إلى أبي بكر -رضي الله عنه- عندما ذهب إليه عمر وهو بهذه العاطفة، ماذا قال الصديق رضي الله عنه؟ قال: إلزم غرزه فانه رسول الله، لكن الشاهد الأقوى في هذه الحادثة بعد أن ابرم العقد بالمشافهة، وقبل أن يكتب بينه وبين سهيل بن عمرو جاء أبو جندل ابن سهيل بن عمرو وهو يرصف في قيوده، مسلم مضطهد معذب مقيد، جاء ليلتحق بالرسول وبالمسلمين فلما رأوه المسلمون تحركت نفوسهم، وهاجت عواطفهم، وكان موقفاً عصيباً وله وقع في النفوس عظيم، فماذا قال سهيل بن عمرو؟ قال: يا محمد قد لجت القضية بيننا -الاتفاق أبرم وإن لم يكتب- فأمر رسول الله أبا جندل أن يبقى في مكانه، وبقي -عليه الصلاة والسلام- على عهده ووعده، ولم تغلبه العاطفة في حادثة قد يكون لها ضرر عظيم، فللعاطفة وقت وللحزم وقت.
3- لا للتردد والتراجع:
كثيراً ما يتردد الناس، ولا يعزمون أمراً، ولا يتخذون قراراً، ولا ينشئون عملاً، ولا يبدون ممارسة، فتضيع الأوقات دونما شيء، وأيضاً التراجع يبدأ ثم يرجع ويأخذ ثانية ثم يتقاعس هذا أيضاً مبدد للجهد ومضيع للوقت ومؤثر في النفس.
وتأمل في سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، يوم كانت العاطفة عند من لم يشهد بدراً، وكانوا يريدون أن يشهدوا غزوة وجهاداً في سبيل الله كما شهد أصحاب بدر، فألحوا على النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما كان رأيه أن يبقى في المدينة، وأن يتحصن فيها، وأن يكون موطن القتال في أزقتها، فيكون له الغلبة على عدوه، فكان الشباب المتحمسون يريدون الخروج والقتال والجهاد، فبعد أن كثر الكلام وأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- أقوال هؤلاء الرجال دخل إلى بيته ولبس لامته أي: عدة حربه، فرأى أولئك النفر المتحمسون أنهم قد ضغطوا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم قد ألزموه أو ألجئوه إلى ما لم يكن يحب، وإلى ما لم يكن يميل إليه، فقالوا: يا رسول الله، رجعنا عن رأينا فافعل ما بدا لك؟، كان من الممكن أن يرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((ما كان لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يفصل الله بينه وبين عدوه)).
القائد الأعظم ما يتقدم بقرار ثم بعد أسبوع يلغي القرار، ثم يتخذ قراراً ثانياً ثم يبدله بثالث، تصبح الأمور فوضى، ويشعر الناس أن القائد ليس بصاحب خبرة، أو على أقل تقدير أنه ليس بصاحب جد ولا اعتناء الأمور، أو أنه تؤثر فيه المؤثرات، فلا يكون حينئذ ثقة ولا حصول للمصلحة المنشودة في مثل هذه القرارات.
4- لا للإذاعة والنشر ((استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)):
بعض الناس إذا أراد أن يفعل أمراً أو يتخذ قراراً أذاعه في كل الصحف والإذاعات، هو يريد أن يتزوج امرأة وإذا به يشرق بحديثه ويغرب فتأتيه أمور لا يدركها، أو لم يكن يحسب لها حساب، لذا استعن على قضاء حاجتك بالكتمان، فان ذلك أوفق وأوصل إلى الغاية، وإن كثرة الكلام وإشاعة الأخبار لا يحصل منها في غالب الأحوال فائدة.
5- لا للعجلة:
فان العجلة كثيراً ما يصاحبها الندامة، وأيضاً البطء الشديد غير مطلوب، وكثيراً ما نرى أحوال الناس مع طبيعة الحياة اليوم يقولون: نحن في زمن السرعة، أو في عصر البرق والاتصالات السريعة، نعم نحتاج إلى رفع الكفاءة في اتخاذ قراراتنا، لكن العجلة المفرطة التي لا تعطي للزمن قدره كثيراً ما تأتي بعواقب وخيمة، وبأمور لا تحمد عقباها في غالب الأحوال.
* العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار:
1- القيم والمعتقدات:
للقيم والمعتقدات تأثير كبير في اتخاذ القرار، ودون ذلك يتعارض مع حقائق وطبيعة النفس البشرية وتفاعلها في الحياة.
2- المؤثرات الشخصية:
لكل فرد شخصيته التي ترتبط بالأفكار والمعتقدات التي يحملها والتي تؤثر على القرار الذي سيتخذه، وبالتالي يكون القرار متطابقاً مع تلك الأفكار والتوجهات الشخصية للفرد.
3- الميول والطموحات:
لطموحات الفرد وميوله دور مهم في اتخاذ القرار، لذلك يتخذ الفرد القرار النابع من ميوله وطموحاته دون النظر إلى النتائج المادية أو الحسابات الموضوعية المترتبة على ذلك.
4- العوامل النفسية:
تؤثر العوامل النفسية على اتخاذ القرار وصوابيته، فإزالة التوتر النفسي والاضطراب والحيرة والتردد لها تأثير كبير في إنجاز العمل وتحقيق الأهداف والطموحات والآمال التي يسعى إليها الفرد.
==============================
عدنان احمد