لقد اتخذ بعض المرجفين من مهاجمة رموز الأمة، وعلماءها موضة يتسلق من خلالها إلى الشهرة ربما أو لتحقيق أهداف مكشوفة ومعروفة لدينا جميعاً.
ولعل في سلسة الهجمات هذه تصويراً واضحاً لتلك الحقيقة الشرعية المؤكدة، ألا وهي بقاء الصراع بين الحق والباطل الذي بينت الشريعة الإسلامية مصير أصحابه بكل جلاء في مواطن عديدة من كتاب الله - تعالى - وسنة نبيه محمد صلى الله عبيه وسلم.
أحبتي إن في هذه الهجمات محاولة لزعزعة الثقة بالعلماء، و الانتقاص منهم والحطّ من قدرهم، و لاشك أن في ذلك انتقاص من الدين، وفيها أيضاً محاولة إلى هدم كيان القيادات الإسلامية، وسلخ المسلمين من هويتهم الدينية شيئاً فشيئاً.
فالمطلوب من كل من دان بهذا الدين الإسلامي أن يسجل موقفه تجاه القضية، بأمور عدة منها:
1. الدعاء للعلماء بالتوفيق والسداد وأن يجنبهم الله الخطأ والزلل.
2. الالتفاف حول العلماء والقيادات الدينية إذ أن في ذلك التلاحم والالتفاف قوة للمسلمين وتحقيق لوحدة الصف قال - تعالى -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]، و تأملوا معي وصف الله - تعالى - لتلك الوحدة قال - تعالى -: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) [الصف:4].
3. نصرتهم بكل الأشكال وعدم خذلانهم فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه..)) الحديث [متفق عليه].
4.الثقة بهم والتماس الأعذار لهم وعدم الالتفات لحملات التسفيه بهم والتجريح أو التعاطي معها.
5. مناصحتهم مع الالتزام بآداب المناصحة، وعدم التشهير بهم فهم خير الأمة.
6. الثقة بنصر الله - تعالى - وعدم الانهزام والخذلان قال - تعالى -: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:47]، وقال - تعالى -: (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)[الفرقان:31].
نسأل الله أن يهدي علماءنا إلى ما يحب ويرضى ويوفقهم لما فيه خير وصلاح في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
وحول هذا الموضوع أوصيك أيها القارئ الرجوع لكتاب "نظرات وتأملات من واقع الحياة" للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس.========================
بلقيس صالح