مقدمة وتعريف بالزكاة
مقدمة وتعريف بالزكاة مقدمة الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. لقد أقر
علماء المسلمين أن من شروط قبول الأعمال عند الله عز وجل هي: ـ الإخلاص لله
تعالى في العمل المؤدى. ـ أن يكون صواباً موافقاً لأحكام الشريعة.
فالعبادات عامة، ومنها الزكاة، وزكاة الفطر، يجب أن يتحقق فيهما هذان
الشرطان لتكون مقبولة عند الله عز وجل. والإخلاص سر بين العبد وربه، وأما
كونه صوابا فلابد أن يكون حسب الأصول الموضوعة في أحكام الفقه الإسلامي،
وهو مادة هذه العبارة، بحيث يسهل فهمه على القارئ حتى ولو لم يكن متخصصا في
علم الفقه وأصوله. تعريف الزكاة الزكاة لغة هي: البركة والطهارة والنماء
والصلاح. وتطلق كذلك على الزرع فيقال: زكي الزرع أي زاد ونما، ولما كان
الزرع لا ينمو ويزيد إلا إذا خلص من الدغل ـ الفساد ـ، فإن لفظة الزكاة تدل
على الطهارة أيضا. والزكاة شرعا هي: حصة مقدرة من المال، فرضها الله عز
وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم. أو هي مقدار مخصوص، في مال
مخصوص، لطائفة مخصوصة. وتطلق لفظة الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال
المزكي، وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه، وتقيه الآفات،
كما قال ابن تيميه: نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو، يطهر ويزيد في المعنى.
والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى: {خذ من
أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم "103"} (103ـ
التوبة) وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى
اليمن: "أعلمهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم.."
وأصل كلمة صدقة في اللغة مأخوذة من الصدق، قال ابن العربي في كتابه أحكام
القرآن: (وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد..)، ومنه
سمي العامل على الزكاة مصدقا.