الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العالم يسلم غزة ودلائل النبوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abuanas
Admin



عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

العالم يسلم غزة ودلائل النبوة Empty
مُساهمةموضوع: العالم يسلم غزة ودلائل النبوة   العالم يسلم غزة ودلائل النبوة I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 13, 2010 11:51 pm

كيف للعالم أن يسلم إذا لم ير الشواهد، ويبصر البراهين؟

لذلك كان من حكمة الله - عز وجل - إذا أرسل رسولاً أن يعزره بالدلائل الواضحة التي تدل على صدق نبوته، وأن يؤيده بالشواهد القاطعة بحيث لا تدع لمرتاب حجة، (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق من ربهم).
وما أرسل الله - عز وجل - من نبي إلا وقد أعطاه ما على مثله آمن قومه، وما ذاك إلا لأجل الإعذار، كما قال - تعالى-: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
ورسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بدعاً من الرسل، بل كان سبيله كسبيلهم، فهو مؤيد من الله - عز وجل - بأنواع من الدلائل، ومؤزر بأصناف من الشواهد، فمن عمي عن واحد لن يعمَ عن الآخر.
ولما كان نبينا خاتم النبيين، وأكرم الرسل على رب العالمين، فقد ميزه ربه - سبحانه وتعالى - بشيء من الدلائل التي لم يشركه فيها أحد، ولم تكن لنبي قبله.
من ذلك: أن الله - عز وجل - ختم به النبوات، وأخذ على الأنبياء كافة العهد والميثاق إن هم أدركوه أن يؤمنوا به، وأن ينصروه، فأقروا بذلك، فهؤلاء الأنبياء الذين عرف أقوامُهم صدقَهم بالدلائل الكثيرة آمنوا به وصدقوه قبل أن يكون، فعلى أقوامهم أن يؤمنوا به كما آمنت به رسلهم في عالم الغيب.
(وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).
فلو قيل إنما علمنا تصديق الأنبياء به من القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزل على نبينا ولا يؤمن به كثير من أصحاب الشرائع السابقة، فإننا سنجد مصداق هذا العهد والميثاق في كتبهم على ما فيها من تحريف وتبديل وفي شهادات الذين آتوا العلم منهم.
قال - تعالى-: ( قل أريتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الكافرين)، وقال - تعالى -: ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين).
فانظر كيف جعل الله - عز وجل - بعثة الأنبياء ودلائل نبواتهم كلها دليلاً من دلائل نبوة نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -.
وأما ما يكون بعد مبعثه، وإلى آخر الدهر، فذاك أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - قد ختم الله به باب النبوات، فلا نبي بعده، وهذا أمر لم يقله أحد من الأنبياء قبله.
ولما ذاع وانتشر وتواتر بين الناس ذلك -أعني كونه - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء - لم يستطع أحد أن يزعم أنه نبي يوحى إليه، ثم يكون له شأن وأتباع، بل كل من ادعى النبوة بعده افتضح أمره، وكانت عاقبته إلى خسران.
بل كان هؤلاء المتنبئون الكاذبون دليلاً من دلائل نبوته، فإنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر فيما تواتر عنه أن بين يدي الساعة دجالون يزعمون أنهم أنبياء ولا نبي بعده.
فانظر رحمك الله كيف كان إيمان من صدق به من الأنبياء قبله دليلاً على نبوته، وكيف كان تكذيب من كذب به أو ادعى النبوة بعده دليلاً كذلك على صدق نبوته، فيا لله العجب.
وإن بين ختمه للنبوات، وبين بدء آدم لها بون كبير، فأول الأنبياء آدم - عليه السلام - وهو أول البشر كذلك، فلم يكن هناك من يكذبه ولا من يتهمه، فهو مهد الباب للرسالات، ولذلك لم ينكر الناس أصل إرسال الرسل.
وأما ختم الرسالات فهو خارج عن هذا الأصل الذي اعتقدوه وآمنوا به في الجملة، فانظر كيف أغلق باباً يعظمه الناس ويتعلقون به، وهو باب النبوات، وكيف ختم برسالته الرسالات، ثم إلى اليوم بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة لا يوجد ما يخرمه، (فبأي حديث بعد هذا يوقنون).
دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - تبعث في نفس العالم الإيمان، وتحرك دوافعه، فمتى سمع بها العالم فإنه يسلم، ولا بد للعالم أن يسلم.
ولكن أين دلائل النبوة مما يحصل في غزة..
أليس جرح المسلمين في غزة هاشم مازال ينزف، وحالهم تزداد بؤساً يوماً بعد يوم.
أما شن عليهم أبناء القردة والخنازير من أكثر عام حرباً ضروساً، من الجو والبحر والبر، وجربوا عليهم أسلحة لم يعهدها التاريخ من قبل، ولم نكن نسمع بها على وجه الدهر، ودكوا مدنهم وقراهم بمدافع البارجات والدبابات، لم يرحموا فيهم شيخاً ولا طفلاً رضيعاً، ولم يفرقوا بين مدني أعزل، أو مجاهد لا يملك من آلات الحرب والمجاهدة إلا ما يدمي ولا يصمي.
والعالم يبصر ويتعامى، ويسمع ويتصامم.
وتقطعت السبل بغزة وبأهلها، وحوصروا من القريب والبعيد، و( وقعت الآزفة فليس لها من دون الله كاشفة..)
حصار يستجلب من الذاكرة المسلمة حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب مرة، وحصارهم مع أشياعهم من اليهود وغيرهم للمسلمين في غزوة الخندق أخرى.
وأعجب الدلائل تلك التي تظهر في المحن والمصائب، فبينما كان المسلمون يحفرون الخندق عرضت لهم صخرة عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول، فاشتكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآها أخذ المعول، وألقى ثوبه، وقال: (( باسم الله، ثم ضرب ضربة، فكسر ثلثها، وقال: والله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية، فقطع ثلثاً آخر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض، ثم ضرب الثالثة: فقال: باسم الله، فقطع بقية الحجر، وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء)).
أما المؤمنون فقالوا: (هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله)، وأما المنافقون والمرتابون فقالوا: يعدنا محمد أن نأكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا).
والذي يحصل في غزة فيه شيء من دلائل النبوة، فإنّ صمود أهل غزة، وصبرهم على الموت لا يمكن أن يحتمله إلا من أفرغ الله على قلبه صبراً، وأيده بسكينة من عنده، وما كان هذا الصبر والاحتمال، ثم القتال والاستبسال، إلا لأنهم أتباع رسول الله، ولو لم يكن رسولَ الله حقا لما أنزل الله هذا الثبات في قلوبهم.
وقد أغرى الله بين عباد الصليب في جورجيا وروسيا عداوة وبغضاء، واستحدثها فيما بينهم، فنشبت بينهم حرب لا تقاس بحرب اليهود على غزة، لا من حيث قوة أسلحة الدمار، ولا من حيث طول فترة الحرب، ولا عدة الطرفين، فلم يلبث المقاتلون في جورجيا كثيراً حتى استسلموا وجزعوا مما أصابهم، مع أنهم أصحاب دولة وجيش مجهز بأنواع الأسلحة المدمرة، بينما المجاهدون في غزة ليس لهم بعد الله إلا أسلحة فردية خفيفة المحمل، ضعيفة الأثر!.
فما الذي صبر هؤلاء، وعجل بجزع هؤلاء.
وصدق النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لما قال في حديث أبي أمامة الباهلي: (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم مِن لأواء، فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)).
ورحم الله ابن جرير، كأنه ينظر إلى حصار شعب غزة؛ لما قال في شرح هذا الحديث: "قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء))، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - باللأواء الشدة، إمّا في المعيشة من جدب وقحط أو حصار، وإما في الأبدان من الأمراض والعلل أو الجراح" ا هـ.
وهاهي قوافل النصرة لغزة تنطلق من كل حدب وصوب، تحمل اصناف البشر، وأنواع الديانات، لم يبق أحد في العالم إلا وسمع عن الإسلام، وعن أهل الإسلام، وتعجّب من شمائلهم، وتأثر بأخلاقهم.. لقد أطبق ذكر الإسلام الأرض، فلم يبق بيت من هذه المعمورة إلا ودخله شيء من ذكر الإسلام وعبقه، إلا وسمع به، إلا ورأى شيئا من أحوال أهله..
وأصبح نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - الملهم لكل نفس أبية، تطلب الحرية، وتنشد العدل، من العرب والعجم، والمسلمين وغيرهم...
إذا كان العالم سيسلم، فلا بد له أولا أن يسمع عن الإسلام، وعن رسول الإسلام، وهاهو اليوم يسمع عن الإسلام من خلال هذه المحنة، ويستلهم القيم السامية من نبي الإسلام، فكم في المحنة من منحة...
وكم في ظلام الليل عندك من يد.... تقول بأن (العالم يسلم)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://multaqa.forum.st
 
العالم يسلم غزة ودلائل النبوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العالم يسلم (3) غزة ودلائل النبوة
» العالم يسلم (4) أسلمة العالم لا أمركته
» العالم يسلم (2) إسلامٌ لا ردةَ فيه وفتوحاتٌ لا تنتهي
» العالم يسلم (2) إسلامٌ لا ردةَ فيه وفتوحاتٌ لا تنتهي
» أسلمة العالم لا أمركته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: الــــحــــــــــــوار الإســــــــــلامي-
انتقل الى: