الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمن الدولة والمجتمع بين الشريعة والقانون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوأنس




عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

أمن الدولة والمجتمع بين الشريعة والقانون Empty
مُساهمةموضوع: أمن الدولة والمجتمع بين الشريعة والقانون   أمن الدولة والمجتمع بين الشريعة والقانون I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 27, 2010 9:28 am

وقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على صيانة أمن المجتمع المسلم والدولة الإسلامية، وقد صانت الشريعة أمن المجتمع المسلم من كل الوجوه، شرع الله تعالى أعظم الحدود وأشدها على الإطلاق في حالة الاعتداء على المجتمع المسلم وهو حدّ الحرابة، حيث يقول تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أو يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} المائدة: 33.
وإذا كان أمن المجتمع المسلم له هذه الأولوية والرعاية في الشريعة، فإن أمن الدولة المسلمة التي وصفها بالعادلة، والتي قامت برضاء المسلمين وبيعتهم هذا الأمن معتبر شرعًا وواجب الرعاية أيضًا وأمرت الشريعة بحفظه ورعايته، فحرمت الخروج على السلطان المسلم، ووضعت حدًّا لمقاومة الاعتداء على أمن الدولة المسلمة وهو حدّ البغي، إضافة إلى تحريم الاعتداء عليه، ووجوب حمايته، لقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات: 9، ولقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "... ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا".

وفي التنظيم الدولي الحديث، حيث يكون المجتمع في رعاية دولة لها حدودها ولها سيادتها على إقليمها، يكون الأمن الوطني من أول مهام ولي الأمر، وتكفل المواثيق الدولية، ومنها ميثاق الأمم المتحدة، لكل دولة الحق في العيش آمنة داخل حدودها، والحق في رد العدوان عنها إذا وقع من دولة أخرى أو جماعة مسلحة، ولا يسمح ميثاق الأمم المتحدة بالعدوان ولا بالاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، ولا بالأعمال العدوانية الموجهة ضد أي دولة، ويعطي الحق في رد العدوان عن الدولة المعتدى عليها بكل الوسائل، بما في ذلك تعاون الدول الأخرى عسكرياً في التصدي للعدوان الذي يقع على دولة عضو في الأمم المتحدة، طبقاً للفصل السابع من الميثاق.
ولكن المواثيق الدولية وحدها، لا تكفي من وجهة النظر الإسلامية، فلا بد أن يهيئ ولي الأمر أسباب القوة التي تحمي الدولة الإسلامية وأفرادها، وتمنع من انتهاك حدودها أو الإضرار بمصالحها، وهذا ما أوجبه الله تعالى على الدولة المسلمة والمجتمع المسلم بقوله: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (الأنفال الآية 60).
إن من أولى مهمات النظام السياسي، أن يكون نظاما يعبر عن تطلعات مواطنيه، ويحترم إراداتهم ورغباتهم المشروعة، ومن أهم وظائفه أن يحافظ على أمنهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بما في ذلك سلامتهم من العنف السياسي، أو الاستغلال الاقتصادي، أو الاعتداء على النسيج الاجتماعي، واحترام مكونات المجتمع الثقافية، وكل ذلك يقع في دائرة سلامة الناس، لأن سلامة المواطنين تعني الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا تقتصر على المعنى الأمني المحدد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمن الدولة والمجتمع بين الشريعة والقانون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سب النبي بين الشريعة والقانون الوضعي (2-2)
» جريمة الزنا بين الشريعة والقانون
» الزواج العُرْفي بين الشريعة والقانون
» المعارضة السياسية بين الشريعة والقانون
» الضرب للتأديب بين الشريعة والقانون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: حوارات ثقافية-
انتقل الى: