الملتقى الدعوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الملتقى الدعوي - الملتقى الفكري - اسلاميات
 
الرئيسيةالمواضيع الأخيرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدعوة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبوأنس




عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الدعوة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: الدعوة الإسلامية   الدعوة الإسلامية I_icon_minitimeالأحد يوليو 25, 2010 11:40 pm

لقد تأثر المسلم اليوم تأثَّراً كبيراً بتاريخ العمل الإسلامي في القرنين الأخيرين، وبخاصة القرن العشرين، بكل ما حمل العمل الإسلامي من عاطفة البذل دماً ومالاً، ومن الخطأ والصواب، ومن الفرقة والتمزّق.

لقد كان التأثَّرُ فكريّاً ونفسيّاً، وكان يختلف من فئة إلى فئة، ومن رجل إلى رجل، ومن مرحلة إلى مرحلة، ومن بيئة إلى بيئة.
وكان لاضطراب الفكر والتصوّرات وتناقضها، وكثرة الآراء والفتاوى وتصادمها، أسوأ الأثر على نفوس الناشئة وعقولهم وآمالهم.
وكان لكثرة الشعارات واختلافها تأثير آخر، وزاد التأثير سوءاً حين استمرَّتْ الشعارات تُدوّي حتى بُحَّتْ الحناجر، ثمَّ انكشفت الشعارات بعد عشرات السنين عن هزائم وفواجع، وعن سقوط الديار وضياع الثروات، وعن كثرة القيل والقال، وانعكس ذلك في نفوس كثيرة إلى إحباط يقترب من اليأس.
ومما كان له أثر كذلك عدم معرفة الأخطاء وعدم الاعتراف بها إذا عُرِفَتْ، وعدم معالجتها، حتى تراكمت أكواماً تحجب الرؤية السليمة وتزيد النفوس إحباطاً.
كثير من المسلمين الذين يُصلُّون ويؤدُّون الشعائر، رضوا بأن يؤدُّوا الشعائر ثم يقبعوا في بيوتهم لا يبالون بما يجري من حولهم، إلا بمجالس الشكوى والتذمّر، ونقد الآخرين والعتب على هؤلاء وهؤلاء، دون أن يسألوا أنفسهم ماذا عملوا هم أنفسهم، يريدون أن يعمل غيرهم ليظلّوا هم قابعين يقتلون وقتهم دون إنتاج في الحياة يخدم الأمة أو الدين، أو يقتلون الوقت بأعمال متفلتة، أو عمل جامد متوقف! أو عمل مخالف لدين الله يحمل الفتنة وبذور الشرّ.
وجاءت أمور بعد أمور تلهي المسلم عن واجباته الشرعية والتكاليف الربانية بألف وسيلة ووسيلة، حتى انغمس الكثيرون في أسباب اللهو والتلهّي والانصراف عن الجد، والانصراف عن الآخرة إلى الدنيا تحت شعار الإسلام!.
وكثيرون يفرغون نشاطهم في أمور لا تحتل المرتبة الأولى في الواجبات والتكاليف، ولكنَّها الأيسر والأدنى، والأبعد عن جديّة المسؤوليات، يأخذون ببعض السنن ويتركون الواجبات والفرائض.
إذا جاء رمضان المبارك امتدت الولائم واشتدَّ الإسراف، وهرع مئات الألوف إلى العمرة، ولا بأس في ذلك لو لم يتركوا واجبات هي في دين الله أحقُّ بالوفاء.
وظنَّ الكثيرون أنَّ الدعوة الإسلامية هي انتماء لهؤلاء أو هؤلاء، ومن خلال هذا الانتماء تتجمّع الحشود والأعداد الغفيرة، وتتنافر مع حشود أخرى وأعداد غفيرة، وتتمزّق الجهود، ويدور الصراع، وينعكس ذلك كله على نفوس كثيرة من المسلمين، ينعكس بصورة سلبية تزرع النفور والإدبار عن العمل والبذل، وتضيع مصالح المسلمين بين الكبر والاستكبار، والجهل والغفلة.
وما عانى منه العمل الإسلامي من ابتلاء بعد ابتلاء ومحن بعد محن، وارتجال بعد ارتجال، وعاطفة هائجة بعد عاطفة، في أجواء التفلّت والعصبية الجاهليّة المحرّمة، كل ذلك زرع في بعض النفوس الخوف والتردد والعزوف.
وظنَّ بعضهم أن العمل الإسلامي والدعوة الإسلامية تربية فحسب، أو دراسة فحسب، وتلاوة كتاب الله أو حفظه، ودراسة ما يكتبه رجال جماعتهم أو حزبهم، عازفين عما يكتبه مسلمون آخرون ليسوا من جماعتهم ولا من حزبهم، فنشأت بذلك اتجاهات فكرية متنافرة تحت شعارات متقاربة، وهاجت فتن وفتن.
وأصبح العمل الإسلامي يكاد يجمّد كثيراً من الطاقات وهي تخضع لا شعوريّاً إلى العوامل السابقة، من إحباط ويأس، وخوف وتردد وحَيْرة، واكتفى الكثيرون بالتلاوة أو شيء من الدراسة مع الشعائر، وأقبلوا على الدنيا يعطونها وقتهم وجهدهم ومالهم، ويفرغون فيها آمالهم الحقيقية، ويعطون للإسلام أماني عاطفية، وأوهاماً وأحلاماً، وهم غارقون فيما غرقوا به، خدعوا أنفسهم بمسوّغات زيّنها لهم الشيطان وجنوده من الإنس والجنّ.
ولو أن أحدهم وقف مع نفسه وسأل: ماذا بذلت لنصرة دين الله وقد انتسبت إلى دعوته وحمل رسالته؟! لو سأل نفسه هذا السؤال لوجد أنه بذل بذلاً لا يقيم دعوة ولا ينصر ديناً، ولو قارن بذله مع ما يبذله الذين انتسبوا إلى دعوات التنصير وغير التنصير لعرف الفرق الهائل بين البذلين، ولأدرك حقيقة الفرق الهائل بين ما حققه هو ومن معه وبين ما بلغه أولئك!.
ومضى الحال على ذلك سنين طويلة، حتى اعتاد الملايين من المسلمين الركون إلى الدنيا وأحلامها الوردية، والركون إلى ما هم عليه من جهد ميّت وبذل جامد وركود، وحسبوا أن ذلك هو الدعوة الإسلامية.
وعندما يرون النهج والخطة ويعتقدون أنَّ فيه الحياة والنجاة، فمنهم من يحوّل العمل إلى عواطف وارتجال بما استقرَّ في نفوسهم من ذلك من ضغط الواقع، أو إلى شعارات تثير الفتن، وتوهن القوى، دون أن يُتابعوا النهج أو الخطة، ودون أن يلتزموا، ويظلّ شياطين الإنس والجنِّ يزيّنون لهم أعمالهم. وتصبح الأعمال فردية متناثرة.
انتسبوا إلى دعوة الله ورسالته ليحملوها ويبلغوها إلى النَّاس كافّة، وقد فصّل الله - سبحانه وتعالى - الدرب كلّه، في تفصيل بعد تفصيل، ووضوح بعد وضوح، ومع ذلك تجد الكثيرين ممن ينتسبون إلى دعوة الله، لم يدركوا حقيقة الدعوة الإسلامية، وركنوا إلى مجرّد القراءة والدراسة، دون أن ينهضوا إلى التكاليف الرّبّانيّة المفصّلة، وربما نهض النشيط بعد ذلك إلى عمل آخر متفلّت عن النهج والخطة، خارج عن الدرب، فذهب هذا يميناً وهذا شمالاً، وتناثرت الجهود وضاعت، وفي اللحظات الأولى يفرحون بما أتوا ويحبّون أن يُحْمدوا، وبعد سنين طويلة يكتشفون أن الجهود لم تثْمر، وأن الخسائر واضحة، والهزائم متتالية، والفواجع ساحقة، ولكن لات ساعة مندم!.
عجباً كلّ العجب:
الآيات في كتاب الله بيّنة ترسم الدرب الحقَّ الجامع!
وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - جليّة فاصلة حاسمة!
والأحداث والنكبات تدقُّ وتقرعُ لتُوقِظَ الغافلين!
عجباً كل العجب! ففضل الله عظيم على المؤمنين أن يسَّر لهم كلّ ما ينذرهم ويوقظهم، ويهديهم وينير لهم الدرب، ليكونوا أمّة واحدة، وصفَّاً واحداً كالبنيان المرصوص!
عجباً كلَّ العجب! كتاب مبين!
وحديث شريف!
وسنة نبويّة!
ونكبات وقوارع!
ويظلُّ المسلمون متفرّقين، ممزّقين، وتظلُّ الجهود تتناثر، ويظلُّ الغافلون غافلين، ويظلّ بعضهم يسأل: لماذا نهزم؟! متى يأتي النصر؟!.
ونقول لمن يسأل: يأتي النصر حين تفيق وتنهض، وتمضي على الصراط المستقيم، إلى هدف ربَّاني بعد هدف ربَّاني، لتكون الدعوة إلى الله ورسوله دعوة منهجيّة تمثّل الهدف الذي يصاحب كلّ الأهداف، وليكون البناء والإعداد، والتربية والتدريب الهدف الرباني الثاني الذي يصاحب سائر الأهداف مع الهدف الأول، وتمضي في جهد وبذل وجهاد على عمل منهجي إلى سائر الأهداف الربانية لتحقيقها في الواقع البشري ماضياً إلى الهدف الأكبر والأسمى في الدار الآخرة! ليكون العمل ليس مجرّد دراسة وقراءة، ولا شعارات وعواطف، ولكنه عمل بناء وإعداد متعدد المراحل.
هذا هو النهج، وهذا هو الصراط المستقيم الذي بيّنه الله لنا وفصّله، ليجمع المؤمنين في الأرض كلها أمة واحدة وصفّاً واحداً كالبنيان المرصوص، الطريق ممتدّ مشرق لمن أراد أن يمضي عليه، ويضع جهده وبذله فيه، فلا يقعد مع الشعائر وحدها تاركاً سائر المسؤوليات والتكاليف، ولا يقعد مع الدراسة وحدها تاركاً سائر التكاليف، أو تاركاً الصراط المستقيم والنهج الممتدُّ عليه، لِيُزَيّن شياطين الإنس والجن كلَّ يوم عملاً متفلّتاً من النهج، يغذّيه الهوى والارتجال والعواطف الهائجة، أو تغذّيه العصبيات الجاهلية من حزبيّة ووطنيّة وإقليمية وقومية وعائلية ومصالح دنيوية مخفيّة بين دويّ الشعارات!
نجاة المسلمين اليوم بترك الارتجال وعواطفه المائجة الهائجة، وترك العصبيات كلّها، وصبّ الجهود ليلتقي المؤمنون الصادقون على نهجٍ بيّنٍ مُشْرِقِ، وعلى أهداف محدّدة جليّة، وعلى خطة عمليّة، يجهرون بها كلهم، صوتاً واحداً ودعوة واحدة.
أمام المؤمنين فرصة صادقة إذا أرادوا النجاة، فالدرب واضح، وما كان الله - سبحانه وتعالى - ليذر المؤمنين تائهين دون أن يُبيّن لهم الدرب الحقّ، درب النجاة والنصر!.
أيها المؤمنون! هذا هو درب النجاة والنصر، فالتزموه! ولا تدعوا شياطين الإنس والجنّ تُزيّن لكم الفُرْقة والعصبيات ولا القعود والركون!
ومن أراد أن يقف في مرحلة على الصراط المستقيم دون أن يتابع السير، ومن أراد أن يتراجع، ومن أراد أن ينحرف، فذلك شأنه وحسابه عند الله، ولا يتّهم الكِتاب والسُّنَّة.
وسنظلُّ نقول للمسلمين جميعاً:
النهج والتخطيط!
الإدارة والنظام!
الصراط المستقيم!
إلى الكتاب والسنّة ومدرسة النبوة الخاتمة لِيُجْلى ذلك كلُّه!
إلى ردِّ الأمور كلّها إلى منهاج الله!
إلى التبرّؤ من العصبيات الجاهلية!
إلى صدق النيّة الواعية التي تعرف الهدف والدرب خالصة لله - سبحانه وتعالى - دون شرك أبداً.
ولا أعتقد أنَّ ذلك يمكن أن يتمّ بسهولة، فأمامه عقبات وعقبات، ولكنّه الحقّ! وهو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة!
وأول الأمر من أجل ذلك، من أجل تحقيقه، من أجل النجاة من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة، أوّل الأمر وآخره: "حتى نغيّر ما بأنفسنا"، فهناك المعركة الأولى والجهاد الأول الذي يمضي مع كلّ مراحل الجهاد: ((المجاهد مَنْ جاهد نفسه في الله)) [عن فضالة بن عبيد: الترمذي].
ولنتذكر قوله - سبحانه وتعالى -: (ولو ترى إذ وقفوا على النَّار فقالوا يا ليتنا نُرَدُّ ولا نُكذّبَ بآيات ربِّنا ونكون من المؤمنين) [الأنعام: 27]، وكذلك قوله - سبحانه وتعالى -: (بل بدا لهم ما كانوا يُخْفون مِنْ قبلُ ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهو عنه وإنَّهم لكاذبون) [الأنعام: 28]، أيها المؤمنون! استيقظوا وأفيقوا قبل أن يأتي الطوفان! الدعوة الإسلامية يجب أن تقدّم الإسلام كما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، دون تأويل فاسد ولا تبديل ولا انحراف، يجب أن يُعرض الإسلام كلّه بنقائه وصفائه على الناس كافة وأن نكون أمناء فيما نقول ونمارس.
ليست قضيّة الدعوة الإسلامية أن نصبَّ الجهود كلَّها في قضيّة جزئية لنثبت للعالم أنَّ هذه القضية الجزئية أو تلك متوافرة عندنا، ثمَّ نأخذ قضية جزئيّة أخرى، وهكذا، لكننا نعرض الإسلام كما أُنزِلَ على محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعرض أيَّ قضيّة جزئية من خلال الإسلام كلّه وعرضه كلّه، ومن خلال النهج العام والخطة المتكاملة للعرض والدعوة والبلاغ، والتربية والبناء، والإعداد والتدريب، وسائر قضايا النهج المتكامل، لتأخذ هذه القضايا الجزئية ارتباطها الصادق بالإسلام، بالإيمان والتوحيد، بالدار الآخرة، بالنهج كلّه.
الدعوة الإسلامية لا تدخل فيها التنازلات عما جاء به الوحي الكريم، ولا المساومات عليه.
نعرضه بتكامله واضحاً صريحا قويّاً، وإنَّ أيَّ إخفاء لحقائق هذا الدين يصيبنا بما أصاب أهل الكتاب حين حرّفوا وأخفوا وبدّلوا.
إنَّ مجاملة أعداء الله ومحاولة التقرّب إليهم. بحمل شعاراتهم وأفكارهم، ومحاولة إثبات أن هذا أو ذاك هو من الإسلام بتأويل فاسد لبعض الآيات والأحاديث، إنما هو فتنة يجب التبرّؤ منها، فأعداء الله يعرفون من ديننا الكثير، فإنَّ تلك المجاملات والتنازلات والادعاءات تجعلنا نخسر أمرين أساسين خسارة تورثنا الهزيمة بعد الهزيمة: الخسارة الأولى رضا الله، والخسارة الثانية احترام الأعداء لنا الذين يعرفون أننا بدَّلنا وغيَّرنا.
إنَّ شياطين الإنس والجنّ يستدرجون بعض المسلمين ليتنازلوا عن بعض قواعد الإسلام، ويزيّنون لهم ذلك، حتى إذا أفلحوا في خُطْوةٍ دفعوهم إلى خُطْوةٍ أًُخرى، وهكذا، إنها خطوات الشيطان: خطوة خطوة! (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خُطوات الشيطان ومن يتّبع خُطوات الشيطان فإنَّه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً ولكنَّ الله يُزكّي من يشاء والله سميع عليم) [النور: 21].
كلَّما طلع شعار من الغرب هرعنا إليه لنتمسَّك به تحت شعار الإسلام، فإذا تبدّل الشعار بدَّلنا وأقبلنا على الشعار الجديد، نبدّل الشعارات كما نبدّل أشكال الملابس التي تأتينا من الغرب، يوماً نرفع الاشتراكية، ويوماً نرفع الديمقراطية، ويوماً نرفع العلمانيّة، ويوماً نرفع الحداثة، وغيرها!
في بعض المؤتمرات كان داعية مسلم يدعو إلى الديمقراطية! فعجبت وقلت له: للديمقراطية دول تدعو لها، وأنت داعية مسلم، فلمَ لا تدعو إلى الإسلام؟! فقال: إننا نريد الحرية والعدالة والمساواة!
فقلت: إذا لم تكن هذه في الإسلام فأعلن عن ذلك؟! وإن كانت في الإسلام أصدق وأبرَّ وأغنى فلِمَ نعزوها ظلماً وخداعاً إلى الديمقراطية؟!
هل الديمقراطية من الإسلام أم ليست منه، ويطول الخلاف، ويبقون في خلافهم لا تُطبّق الديمقراطية ولا يُطبّق الإسلام، وهذا يظلُّ شعاراً وذاك شعاراً، ومثل ذلك مع سائر الشعارات، لم تتحوّل الديمقراطيّة إلى الإسلام، ولو ألصقوا بها كلمة " الشورى "، الديمقراطية بقيت هي الديمقراطية بجذورها الوثنيّة وأساليبها العصريّة المزخرفة وشرورها الممتدة في الأرض، ولكن الشورى أخذها بعضهم ليحوّلها إلى ديمقراطية ويبعدها عن أُسسها الربَّانيّة، فخسروا كلَّ شيءٍ.
المذاهب الفكرية الغربية، والفلسفية والأدبية والنقدية، كلُّها نبعت ونمت من أصول وثنيّة، ومضت مع أحداث الصراع بين الوثنية والنصرانية الوافدة، فانحرفت النصرانيّة، وأخذت الكثير من الوثنية، وامتدَّ الصراع بين الكنيسة الكاثوليكية والعلماء، ثم بينها وبين الملوك والحكام، فَشُوِّهَتْ معانٍ كثيرة من معاني الإيمان، وغاب التوحيد الحقّ بصفائه وجلائه وبدأ الشرك ينفث سمومه وينثر بذور العلمانيّة من خلال فلسفات ماديّة ومثالية، حتى استقرَّت العلمانية وامتدت، وسيطرت على ميادين الحياة الغربية كلها: الفكرية والفلسفية، والقانونية والتربوية والاجتماعية والأدبية والنقد، وعلى مذاهب ذلك كلّه، وكذلك على أنظمة الحكم وفلسفتها، وعلى الإعلام، ثمَّ تطورت حتى نشرت الجنس والفاحشة والخمر أساساً للحياة والحريّة الفردية والنشاط العام، فامتدت الجريمة والمخدرات، والظلم والعدوان في حروب عاصفة تذهب بأرواح الملايين، لا يستفيد من ذلك كلّه إلا حفنة من عصابات المجرمين في غابات المطامع والشهوات والنساء والمال.
يجب أن تعود الدعوة الإسلامية كلّها صفا واحداً، صافياً نقياً، تحمل رسالة واحدة، وتسير على درب واحد وصراط مستقيم، إلى أهداف ربَّانيّة محدّدة، هذا وإلا الهلاك!.
وكلُّ مسلم سيحاسَبُ يوم القيامة عن نيّته، وكلمته، وموقفه، وما بذل وجاهدَ في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا!.
---------------------------
عدنان النحوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدعوة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإدارة بين الدعوة الإسلامية والحياة العامة مـع الدعـوة الإسلاميـة
» الإجهاض بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الغربية
» الحكمة من الدعوة السرية
» وسائل الدعوة المعاصرة
» معالم الحكمة في أساليب الدعوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الدعوي :: المنتديات العامة :: الــــحــــــــــــوار الإســــــــــلامي-
انتقل الى: